الحصيلة الاولية لمشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري إيجابية، وينتظر ان تبلور التفاهمات التي رافقتها اتصالات دولية واقليمية على اعلى المستويات وان تُسيّل الى طروحات حكومية منطقية ومقبولة.
هذه الاجواء تنقلها لـ"الديار" اوساط نيابية بارزة في 8 آذار، ومطلعة على اجواء المشاورات الحكومية، وشاركت في بعض الجلسات الاساسية والجانبية، والتقت كلاً من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.
وتنقل الاوساط ان الاجواء ايجابية ولمست تصميم بري والحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ولادة حكومية خلال 10 ايام او اسبوعين. وهناك إصرار على حلحلة العقد وايجابية في التعاطي بين الاطرف كافة، وسط تخوف ان تكون المحاولة الحالية آخر المحاولات من ضمن المبادرة الفرنسية، وآخر فرصة إنقاذية وفق "القلم والورقة" حسابياً ومالياً.
واحتياط العملة الاجنبية في مصرف لبنان في خطر، رغم ان الاوساط وفريقها السياسي لن تقبل وقف الدعم بأي شكل من الاشكال، لانه يعني دلالات سياسية خطيرة وانفجار اجتماعي وامني وقد يتحول الى صراعات مناطقية وطائفية.
وتقول الاوساط ان القنوات الدبلوماسية المفتوحة مع الرؤساء الثلاثة اشارت بوضوح الى ضرورة تلقف فرصة تكليف الحريري وإعتبارها "بقعة ضوء" في النفق المظلم والمسيرة السريعة نحو الانهيار، لذلك القوى اللبنانية مجبرة على الايجابية والرضوخ لمطالب الشعب وتنفيذ الاصلاحات، والتي تبدأ بالحكومة والتزامها الصريح والواضح بتنفيذ اصلاحات الورقة الحكومية.
وفي تفاصيل التأليف تكشف الاوساط ان هناك شبه اتفاق بين معظم القوى الاساسية المشكلة للاكثرية ان يكون التأليف سريعاً ولا يتجاوز الاسبوعين حتى لا ندخل في تجارب مشابهة لما سبق مع وضع حرج جداً حالياً وهو ما سيصعب الامور.
الامر الثاني الذي ثبُتّ تقريباً هو حكومة عشرينية من اختصاصيين وغير حزبيين ، ليس فيها وجوه من الحكومات السابقة وليسوا نواباً او وزراء، ولا شبهات عليهم في فساد او شغلوا مناصب عامة، رغم ان الشرط الاخير ليس "لاغياً" لأي مرشح لكون ملفه يكون مفتوحاً ومعروفاً ومجربة كفاءته.
وعن النقاش بين الحريري و"الثنائي الشيعي"، الرئيس بري يفاوض بإسمه رغم ان الاتصالات بين الحريري و"حزب الله" مفتوحة مع معاون السيد نصرالله الحاج حسين الخليل ولا شيء يمنع من اي اتصال او لقاء آخر بعد التكليف كما قبله.
وتشير الى تثبيت حقبيتي "المالية " لـ"حركة امل" و"الصحة" لـ"حزب الله"، مع تسجيل ان المرشحين الى الوزارات الشيعية الاربعة ليسوا حزبيين، وان اختيارهم وكذلك اختيار كل طائفة لممثليها ومرشحيها امر طبيعي، وسيكون للرئيس المكلف رأي في لائحة مرشحين على كل منصب.
وتقول ان الخارج الوحيد من الحكومة ستكون "القوات" اللبنانية بينما سيشارك النائب السابق وليد جنبلاط ولم يُوضع "فيتو" على حقيبة "التربية".
وعن العلاقة بين عون والحريري والحريري والنائب جبران باسيل، تؤكد الاوساط ان دور الرئيس بري كان ايجابياً في تقريب وجهات النظر، وسيكون هناك لقاءات اخرى بين الحريري وباسيل لاستكمال النقاش.
ويبدو ان الطرفين وكذلك عون والحريري قد توصلا الى "نصف إتفاق" ويحتاج الى نقاش في بعض التفاصيل مع تأكيدها ان الحريري لم يصل بعد الى تصور اولي بعد في توزيع الحقائب السيادية والخدماتية ولا في تفاصيل وهوية الاسماء.