سأل رئيس "الحزب اللبناني الواعد" فارس فتوحي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري: "ما الذي تغيّر في سنة كاملة حتى قررت العودة الى ما قبل 17 تشرين الأول في عقلية الـ"business as usual"، كأن لا نهج سيتغيّر ولا تغيير سيتحقق ولا محاسبة ستحصل، فيما الحقيقة هي الخوف من المحاسبة ومن مقصلة التدقيق التشريحي، ما جعله يتخطى كل وجع الناس وألمهم ليعود مظفرا بصيغة يريدها على قياسه لا على قياس الوطن".
ورأى فتوحي أن "أولى الحقائق التي على الحريري مصارحة اللبنانيين حيالها، هي شكل الحكومة التي ينادي بها ووظيفتها، والأهم الإفصاح عن طبيعة الصفقة التي عادت به رئيسا لحكومة يريدها هو حكومة ما قبل 17 أيار، أي حكومة نهج النظام الزبائني الذي أفادت منه طبقة الدولة حتى جعلت الدولة الجامعة جلدا على عظم. كما من حق اللبنانيين عليه أن يكون منسجما مع شعاره الطنان حكومة الاختصاصيين ويكشف عن حقيقة الثمن الذي إرتضى أن يدفعه لقاء عودته الى السرايا الحكومية، في وقت نجده يستظل شعار المبادرة الفرنسية والاختصاص كي يصادر تسمية الوزراء المسيحيين ويقصي ممثليهم الحقيقيين".
ودعا فتوحي الحريري الى العودة الى جادة الصواب من خلال العمل على تحقيق 3 أمور: أولها أن يتخلى عن المكابرة ويجاهر بأن ما يعمل عليه حقيقة هو حكومة تكنوسياسية واضحة المعالم، وثانيها أن يضع معايير محددة وموحدة للحكومة، بحيث يتحقق العدل في الرعية ويخرج من عقلية الإستئثار، وثالثها أن يمد يده الى القوى المسيحية ويبادر الى حوار بنّاء بعقل منفتح لا إنتقامي، فيحقق عندها وحدة المعايير والعدل في الرعية، وتحل حكومة قادرة على تنفيذ كل البرامج الاصلاحية، لا أن تبقى المبادرة الفرنسية مجرّد مطية نستخدمها في وقت الضيق ونهملها متى تمكنّا".