وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة المولد النبوي الشريف لهذا العام، مشيرا الى أن "النبي أعظم شخصية عرفتها الإنسانية بما حمله من مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال والأقوال حتى كان قدوة للصالحين يجسد الحق والحقيقة والصدق والأمانة، فهو الصادق الأمين في نظر أعدائه ومحبيه".
واكد أن "مكانة النبي محمد في قلوب محبيه أعظم من ان تنال منها اساءة حاقد وناقم، وهي اكبر من كل افتراءات الكاذبين والحاسدين، فهو الممدوح في السماء والمحبوب في الارض الذي وهبه الله ما لم يهب احدا من خلقه لما امتاز به من مناقب سامية وصفات حميدة كانت منطلقا لكل خير وبركة، فهو ليس رمزا دينيا فحسب انما قيمة انسانية عظيمة جعلته قدوة للطامحين نحو الكمال الانساني، فكان ملاذا للفقراء والمظلومين والمستضعفين وعنوانا للحق وحفظ الكرامة الانسانية".
وجدد استنكاره "لما بدر من جهل وافتراء واساءة نعتبرها خطيئة كبرى بحق مطلقيها لن تنال من مقام النبي الكريم"، داعيا الى "تصحيحها بتحكيم الضمير والاحتكام الى العقل بدل الركون الى الشيطان، فهذا الظلم الموصوف جريمة ينبغي التراجع عنها، وعليهم طلب المغفرة من الله تعالى لانهم لا يدرون عواقب ما يفعلون، وسيعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين".
من جهة أخرى، ناشد الشيخ قبلان اللبنانيين لأن "يتعظوا مما جرى حولهم فيحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض، فيكثفوا تشاورهم ويشكلوا حكومة اصلاحية انقاذية قادرة على اخراج لبنان من أزماته التي سببتها سياسة المحاصصة واغراق لبنان في الديون والفساد والرشى، حتى بتنا اليوم على شفير انهيار اجتماعي واقتصادي، والمطلوب اليوم تسريع تشكيل الحكومة من اصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة لتقوم باجراءات اصلاحية فورية تلجم الانهيار الاقتصادي والتدهور المعيشي وتستعيد المال العام المنهوب وتفرج عن اموال المودعين في المصارف، وعلى السياسيين ان يعودوا الى طاولة الحوار الوطني لانتاج تفاهمات جديدة تجنبنا الوقوع في ازمات جديدة، فيكون الجهد منصبا على اصلاح النظام السياسي بما يحقق العدالة الاجتماعية ويجعل من المواطنين وحدة سياسية متراصة لخدمة الوطن بمنأى عن العزل والغبن والتهميش، فنحن نريد وطنا مستقرا ينعم مواطنوه برعاية دولتهم التي يحكمها القانون والشفافية وتسهر مؤسساتها على توفير الامن والاستقرار والانصاف لجميع المواطنين".