لاحظت أوساط سياسية، عبر "النشرة"، أن القبضة الحديدية لحزب "القوات اللبنانية" على تكتله النيابي بدأت تتراخى، مع تبلور حالات معارضة او متمايزة عن المواقف السياسية للقيادة القواتية، علما ان تلك القبضة كانت حتى الأمس القريب مدعاة فخر وتميّز لدى الحزبيين.
ورأت الاوساط أن انشقاق النائب جان طالوزيان وخروجه عن قرار كتلة "الجمهورية القوية" بالامتناع عن تسمية رئيس للحكومة، لم يكن اعتيادياً سهلا حصوله، لولا بعض الوهن اللاحق بالتنظيم القواتي الحديدي، الذي تجلى خصوصا في نائب زحلة سيزار معلوف الآتي إلى "القوات" بعد خلاف مع "التيار الوطني الحر" على ترشيحه، وهو الذي لم يترك في الفترة الاخيرة مفصلاً سياسياً أو موقفاً إلا واستغلّه لإشهار تمايزه عن المواقف الراديكالية للحزب المذكور، وآخرها اشتباكه الكلامي مع زميله فادي سعد على الهواء، على الرغم من توضيح لاحق للنائبين وضعا الخلاف الحاد ضمن "سقف التعبير الديمقراطي عن الرأي".
واعتبرت الاوساط أن اصرار معلوف على التمايز بات يُنظر اليه على انه يشكل مساحة مشتركة بين الانتماء لتكتل "القوات" النيابي ومرجعيات كرئيس المجلس النيابي نبيه بري او المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، أكثر منه نائباً قواتياً، وإن ظل رافعا الدائرة الحمراء في مكاتبه.
ولفتت الى حالة أخرى يمثلها النائب جورج عدوان، رأس حربة "القوات" في المجلس النيابي، والذي أضاف نكهته على التمايز بإعلان تأييد التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وهو الإجراء الذي أصبح ملتصقا بإسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي خاض معارك كبرى لتحقيقه، في مواجهة المتضرّرين من حصوله.
وكشفت الاوساط أن هذا الوهن "القواتي" على المستوى القيادي يتزامن مع معلومات سَرت عن إجراء رئيس الحزب سمير جعجع تغييرات تنظيمية داخلية شملت مواقع عدة، مع حفاظه على النواة الضيقة، لا سيما الأمنيّة منها.