لفتت صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانيّة، في مقال، نقلًا عن خبراء في الإرهاب وسياسيّين أوروبيّين، إلى أنّ "اللهجة العدائيّة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان إزاء فرنسا بسبب نشر رسوم مسيئة للنبي محمد، ربّما ساهمت في تأجيج مناخ الغضب الّذي قاد إلى الهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسيّة".
وأشارت إلى أنّ "خبراء الإرهاب يعتقدون أنّ هجوم نيس -إلى جانب حادث الطعن خارج القنصليّة الفرنسيّة في جدّة بالسعودية وحادث مدينة أفيغنون الفرنسيّة الّذي قَتلت فيه الشرطة رجلًا يحمل مسدّسًا- هو ردّ انتقامي من جانب متشدّدين على مواقف فرنسا إزاء المسلمين"، مبيّنةً أنّ "الرئيس التركي تزعّم الانتقادات في العالم الإسلامي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب حملته الّتي شنّها ضدّ الإسلاميّين هذا الشهر".
وذكرت أنّ "العضوة الليبراليّة البلجيكيّة في البرلمان الأوروبي هيلدا فوتمانز، وهي مقرّرة الظل حول تركيا في لجنة الشؤون الخارجيّة في البرلمان، قالت إنّ لهجة اردوغان إزاء ماكرون هذا الأسبوع كانت غير لائقة تمامًا، وإنّ للكلمات عواقبها. وحثّت الرئيس التركي على الامتناع عن الاستفزازات الّتي تُعرّض العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي وأنقرة للخطر".
وأوضحت الصحيفة أنّ "يوم الأربعاء وهو اليوم الّذي سبق وقوع الهجمات، شهد قيام القنوات المؤيّدة لتنظيم "داعش" على وسائل التواصل الإجتماعي بمشاركة شريط دعائي مصوّر يحضّ أتباع التنظيم على الدفاع عن النبي محمد، بـ"ضرب الأعناق"، في إشارة لحادث قطع رأس المدّرس صامويل باتي في إحدى ضواحي باريس يوم 16 تشرين الأوّل الحالي".
كما أفادت بأنّ "تركيا أدانت هجوم نيس، حيث عبّرت الخارجية التركية عن تضامنها مع الشعب الفرنسي كأمّة فقدت مواطنيها أيضًا ضحيّة للإرهاب، إلّا أنّ تعازي أنقرة قد لا ترضي أولئك الّذين دَعوا بالفعل إلى معاقبة تركيا على دعوات اردوغان للشعب التركي بمقاطعة المنتجات الفرنسيّة".