أوفد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع وفداً للقاء سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في مقر الأزهر في تلة عنجر، في إطار التواصل مع المرجعيات الروحيّة والقيادات السياسيّة في البلاد.
وعقب اللقاء، لفت النائب جورج عقيص إلى أن "هذه الزيارة طبيعية فتأتي لتهنئة المفتي الشيخ خليل الميس بعيد المولد النبوي الشريف وللاطمئنان على صحته، وشئنا من هذه الزيارة التأكيد أن حزب "القوات اللبنانية" يؤمن بالحوار الوطني، واظن اننا نحتاج كثيرا اليوم الى توسيع مساحات الحوار بين كل العائلات الروحية في لبنان"، منوهاً بأنه لهذه الزيارة "رمزية لأن قضاء زحلة يضم كل الطوائف اللبنانية ونحن في هذه المنطقة على وئام كامل مع العائلات الروحية ونريد ان نعكس فعلا ما نحياه وما نعيشه في هذه المنطقة لكي يتعمم في كل لبنان".
وأكد عقيص أن "هذه الزيارات ستستكمل في هذه المرحلة العصيبة جدا التي يمر بها لبنان على المستويات كافة لا سيما السياسية والمعيشية والاقتصادية"، مشددا على انه "لا يمكن تخطي هذه الازمات وتجاوزها الا من خلال الحوار ومد اليد من قبل الجميع كي تشكل الحكومة التي اتفق عليها جميع الأفرقاء السياسيين في المبادرة الفرنسية. وتمنى ان تأتي الايام القادمة بالخير على هذا الوطن وعلى المواطن اللبناني الذي عانى خلال هذا العام الكثير الكثير".
كما لفت إلى أن "الزيارة الى ازهر البقاع لها رمزية ودلائل كبرى فهو تؤكد أننا كحزب سياسي بألف خير مع المسلمين عموما والسنة خصوصا، واذا كان هناك بعض الاختلافات في الرأي الآنية والظرفية لا يعني ان هناك خلافاً مع اخوتنا في هذه المنطقة. هناك ارادة من قبلنا، ولمسنا ارادة مقابلة ايضا ان نبقي على اواصر هذه العلاقة السياسة والاجتماعية بنفس العمق وبنفس الزخم مهما كان هناك من صعوبات واختلافات في الرأي". وأشار إلى أنه "نحن في لبنان يجب أن نكون نموذجا للتعايش، فنظامنا فريد، ولقد حكي كثيرا عن تحويل لبنان الى مختبر تفاعل الاديان والحضارات، ونرى ان الوقت مناسب جدا لتعزيز هذه الفكرة".
بدوره، رحب المفتي الميس بالوفد، منوهاً بأنه "جميل ان يرى الناس من حولنا من نحن في هذه المنطقة وهذا التعايش الحقيقي. الوطن معروف هو تراب وما فوق التراب، والانسان أغلى من التراب، انساننا غالي جدا وترابنا نستطيع أن ننقله من مكان إلى مكان ولكن مشاعرنا تبقى في قلوبنا، وعندنا الحياة تبدأ من التراب اما بالمدن فتبدأ الحياة ربما من الحجر، لذلك التراب يعطينا التراب الطاهر، الله خصنا بها، وهذا أمر يؤثر بالنفوس، ونحن في مؤسساتنا التربوية نعلم التلامذة على القيم، وهذا شيء جميل."