أشار نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" العلامة الشيخ علي الخطيب، إلى أنّ "الغرب وفي سبيل الخروج من أزمته، سيقوم بكلّ شيء يمكنه القيام به مستخدمًا كلّ الوسائل، بما فيها الإرهاب بل حتى السلاح الذري إن احتاج إلى ذلك، للحفاظ على وجوده المقتدر والمسيطر، دون أي اعتبار للمسائل الأخلاقيّة الّتي برّر لها عبر فلسفاته الماديّة المجرّدة من القيم والأخلاق، ولاتخاذه من صراع الوجود الّذي استفاده من الطبيعة منهاجًا له في الحياة ومن نظرته إلى الإنسان على أنّه مجرّد موجود كسائر الموجودات الحيّة في الطبيعة، لا يتمايز عنها إلّا أنّه الأقوى من بينها، وأنّ وظيفة العقل لديه ليست سوى أداة متطوّرة يستخدمها في هذا الصراع ليكتب له البقاء دون شعور بالذنب بل يعتبره أمرًا طبيعيًّا".
وركّز خلال تأديته الصلاة جماعةً في مقرّ المجلس، على أنّ "هذه هي الأزمة الحضاريّة الّتي يعاني منها الغرب، أمّا نحن المسلمون وسائر الأمم الّتي تتنازعها القوى الدوليّة الطاغية وبالأخص الغرب، فهي في قلب الأزمة والصراع تنهش جسده هذه القوى، وتستخدم بعضه في مواجهة البعض الآخر لمنعه من النهوض من جديد".
ولفت الشيخ الخطيب إلى أنّ "المواجهة الّتي يفتعلها رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون مع الإسلام ليست إلّا تنفيذًا لهذه السياسة المدانة، ولكن الإدانات أيّها المسلمون لم تنفع وحدها يومًا ولم تردّ معتديًا ولا غازيًا ولا أعادت حقًّا مهتضمًا، وها هي فلسطين تُعدم كلّ يوم وتُغتصب كلّ ساعة والشعب الفلسطيني تُنتهك حقوقه ويُشرّد من أرضه وتُدمّر بلاده ويُقتل أبناؤه في صراع مع الأمة، لم يزل الغرب وأدواته يضعون سيناريوهات حتّى أوصلوه إلى هذه النهاية البشعة والصورة السيئة الّتي أرادوا أن يطبعوا عليها شعوبنا من اليأس والتسليم بالواقع المرير والاعتراف بالفشل والاستسلام بخسارة المعركة ونهاية الصراع لصالح الغرب لأنّه الأقوى".
وشدّد على "أنّنا إذ ندين ما حصل في مدينة نيس الفرنسية من ردّة فعل عنيفة تنافي تعاليم الإسلام، فإنّنا نحمّل مسؤولية هذه الأعمال للمتسبّبين بها، الّذين أمعنوا في الإساءة لقدسية رسول الله. فهؤلاء الحاقدون الّذين يحملون حقدًا دفينًا ضدّ الأنبياء والمرسلين، يتماهى مع المشروع الصهيوني في محاربة الأديان والإساءة إلى رموزها، بغية سلخ الإنسان عن فطرته الإيمانيّة وإشاعة الفساد والرذيلة في المجتمعات، وهم يغذّون الفتن ويثيرون النعرات الطائفيّة والمذهبيّة وتشويه صورة الإسلام والمسلمين".
وفي الشأن الداخلي، طالب السياسيّين بـ"الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذيّة إصلاحيّة تُخرج الوطن من الأزمات الّتي يتخبّط بها". ورأى أنّ "استعادة المال المنهوب ممرّ إلزامي وخطوة ضروريّة لإنقاذ الاقتصاد الوطني ولجم الانهيار المعيشي، ولذلك لا بدّ أن تضمّ الحكومة العتيدة أصحاب كفاءة من المشهود لهم بالنزاهة والخبرة، الّذين يشهد تاريخهم على مناقبيتهم الوطنية وتحمّلهم للمسؤوليّة في إنقاذ الوطن وشعبه".
كما أكّد أنّ "لبنان غني بثرواته الّتي بدّدتها سياسة الفساد والهدر والرشى والصفقات المشبوهة الّتي أغرقت لبنان في الديون وخدمة فوائدها، حتّى وصلنا إلى هذه الأزمة الخطيرة الّتي طالما حذّرنا من أهدافها السياسيّة بإخضاع البنان لإملاءات العدو وتنفيذ مشاريعه".