أكّد رئيس الهيئة الإدارية في تجمّع العلماء المسلمين الشيخ حسّان عبد الله، أن "هناك مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتق رجال الدين المسلمين، خصوصًا في هذه المرحلة المهمة والمصيرية حيث نجد محاولات لتشوية صورة الاسلام والنبي"، معتبرًا أن "على رجال الدين إظهار الإسلام المحمّدي الأصيل على حقيقته، من دون أيّ تحريف أو تعصّب أو مغالاة"، مشيرًا إلى أنّ "الايحاء بأنّ الإرهاب والقتل والجريمة هي من تداعيات الإيمان بالإسلام هو محاولة مشبوهة من قِبَل بعض أجهزة المخابرات".
وفي حديث لـ"النشرة"، رأى الشيخ عبدالله أن "هناك تكاملًا في المشهد بين الإرهاب الفكري من خلال التذرّع بحرّية الرأي والتعبير للإساءة إلى معتقدات الآخرين، وبين ما يتبعها من عمليّات إجراميّة تحت عنوان ردة الفعل، ليظهروا أن الإسلام دين قتل وإرهاب، بينما الحقيقة أنه دين رحمة ومحبة وعنوان رسالة النبي محمد هو الرحمة للعالمين".
وشدّد عبدالله على أنّ "التصدّي للإساءة لنبي الإسلام لا يكون بالأسلوب الأرعن والهمجي الذي إنتهجه البعض، بل من خلال الإصرار على توضيح سيرة الرسول وفضح الخلفيّات التي ينطلق منها المشوّهون"، معتبرًا أن "الأصل هو العمل على الهداية لا القتل الذي ندينه ونعتبره يندرج ضمن الإساءة للإسلام أيضًا، كما ندين التعرّض للإسلام من خلال الرسوم المسيئة".
ووجّه الشيخ عبدالله رسالة إلى الشباب المسلم داعيًا إياهم إلى الوعي والثقافة وعدم الإنجرار وراء العصبيات الطائفية التي تُعتبر مرضًا خطيرًا وخبيثًا"، مطالبًا "الشباب ألّا يكونوا وقودًا لمؤامرات أُعدَّ لها في ظُلمات أجهزة المخابرات"، داعيًا "للإستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي واستعمالها في تحفيز الشباب للإنخراط في عملية تبيان معالم الدين والإيمان بعيدًا عن الإنحراف".
وشدّد على أن "المسلم والمسيحي هما في نفس الخندق بمواجهة الكيان الصهيوني الذي يحتل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة على حدٍّ سواء، وهذه العلاقة بين الدينين مبنيّة على الإحترام المتبادل، فنحن نقدّس السيد المسيح والسيدة مريم العذراء كما نقدّس رسول الله محمد، ولكن البعض يعمل على تأجيج المشاكل السياسيّة من خلال الشحن الطائفي وعلى الشباب التنبّه لذلك"، موضحًا أن "اللقاء التشاوري للمرجعيات الإسلامية والمسيحيّة يعمل على عقد لقاء قريب لاتخاذ الموقف المناسب من التطورات الأخيرة".
وطالب الشيخ عبدالله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن يتصرف بحكمة وعقلانية ويعمل على منع نشر الإساءة للإسلام، فلا يوجد شيء اسمه حريّة الشتم، كما أنّ هناك عددًا من الفرنسيين ينتمون إلى الديانة الإسلامية، وبهذا التصرف هو يسيء لهم أولًا وللمسلمين في أنحاء العالم ثانيًا، متسائلًا: "كيف يمكن أن تدين وتحاكم السلطات الفرنسيّة إحدى الشخصيات التي حققت في موضوع الهلوكوست، بينما تسكت عن الإساءة لأقدس شخصيّة بالنسبة للمسلمين، فمن غير المقبول الإستمرار بسياسة الكيل بمكيالين".
وفي الختام، دعا الشيخ عبدالله أن تكون ذكرى المولد النبوي الشريف مدعاة لإعادة الإعتبار للدين الإسلامي باعتباره دينًا وسطيًا في ظل ما تعيشه الأمة من انتكاسات خطيرة، لجهة التطبيع ونشر الفتن في أرجاء العالم.