لفت الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله إلى أن "المشكلة القائمة الآن لا تخص بلد أو مسلمين في بلد بل كل المسلمين في العالم. هي بين السلطات الفرنسية من رأس الهرم مع الإسلام والمسلمين"، مشيرا الى أن "حادثة مدينة نيس الفرنسية التي قام بها رجل مسلم وقتل 3 أشخاص وجرح آخرين، هذه الحادثة ندينها بشدة وأدانها المسلمون من مواقعهم المختلفة ، هذه الحادثة يرفضها الاسلام الذي يحرم قتل الأبرياء وكل حادثة مشابهة سبقت أو تأتي دائما بالنسبة الينا كمسلمين ومن موقع الإسلام هي مرفوضة ومدانة في أي مكان وقعت وأيا كان المستهدف"، مشددا على أنه "لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة لدين ما. عندما يرتكب مسلم أو مسيحي أو يهودي بجريمة لا يجوز أن نحمل الدين أو نبي هذا الدين او الامة التي تؤمن بهذا الدين مسؤولية الجريمة، وهذا يجب أن يتوقف".
وسأل: "لو قام رجل مسيحي بارتكاب جريمة من هذا النوع وهذا حصل في فرنسا، هل يصحّ أن يخرج أحد ويقول أن الذي يحمل مسؤولية هذه الجريمة المسيحيون في العالم؟ لا شيء اسمه ارهاب اسلامي او فاشية اسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم"، مشيرا الى أن "بعض المسلمين بالتأكيد يسيؤن للإسلام ولنبي الإسلام ويرتبكون إساءات خطيرة جدا وما شهدناه من أعمال إرهابية وجرائم وهدم للمساجد والكنائس والآثار وقتل للناس وقطع للرؤوس وذبح للناس كالنعاج وقامت وسائل الاعلام الأجنبية بترويجها، هي إساءات كبيرة لديننا ونبينا. اذا كان بعض المسلمين يسيؤن لنبينا هذا لا يبرر لكم أن تسيئوا لنبينا. الأنبياء والرسل والمقدسات يجب أن تحترم حتى ولو خرج من داخل الأتباع من لا يقوم بهذا الإحترام".
وتوجه الى العالم الغربي قائلا: "بدل أن تحملوا الإسلام والأمة الإسلامية مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية، فلنبحث عن مسؤوليتكم أنتم عن هذه الأعمال والجماعات. هذه الجماعات أنتم سهلتم مجيئها الى سوريا والعراق وساعدتم في تسليحها وتمويلها. لا تحملوا المسؤولية لمن ليس له مسؤولية. ما علاقة الرسول ودينه واسلامه وقرآنه بهذه الجرائم؟ الذين لهم علاقة هم أشخاص أنتم ربيتموهم وسهلتم لهم وأتيتم بهم وهذا ما يجب أن تعيدوا النظر به. الفرنسيون والأوروبيون والأميركيون يجب أن يعيدوا النظر بسلوكهم وباستخدامهم لهذه الجماعات الإرهابية كأدوات في المشاريع السياسية والحروب"، معتبرا أن "هناك سببا رئيسيا أدى الى هذه التداعيات. الذي حصل للأسف أن السلطات الفرنسية أعلنت حربا وأخذها العناد بدل أن تعالج الموضوع".
وشدد نصرالله، على أن "حرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة بقيود قانونية وسياسية والإدعاء بأنها حرية مطلقة هو ادعاء غير صحيح. لذلك الإساءة للنبي غير مقبولة والمعركة تستند على أساس غير موجود وغير واقعي"، متسائلا: "انسانيا واخلاقيا هل هناك حرية تعبير بالمطلق دون حدود؟ لماذا اذا تقف الحرية عند معاداة السامية؟ اذا كشف شخص أسرارا تمس بالأمن القومي أو أعلن عن أمور أو كتب في مسائل تؤدي الى حرب أهلية كيف يتم التصرف معه؟ هل حرية التعبير لا تقف عند أي حدود؟".
وتوجه الى السلطات الفرنسية قائلا: "لا أحد في العالم الاسلامي يبحث عن أعداء أو خلافات جديدة، هم يريدون تخفيف العداوات وابعاد شبح الحروب. أنتم يجب أن تفكروا في معالجة هذا الخطأ والخطيئة"، مضيفا: "سمعنا المسؤولين يقولون نحن لا نخضع للارهاب، المطلوب ليس أن تخضعوا بل أن تعالجوا الخطأ، فالإصرار عيله والذهاب الى مواجهات هي خضوع للارهاب وانجرار مع مطالب الارهابيين الذين يريدون أن يفجروا كل الساحات في العالم. لا تسمحوا باستمرار هذه السخرية والعدوان والإنتهاك. الأعمال الإرهابية مدانة ولكن مسؤوليتكم معالجة الأمور من جذورها"، داعيا الى "الأخذ بإقتراح شيخ الأزهر حول الدعوة الى تشريع عالمي يحرم هذا النوع من الأعمال التي ترتبط بالمسلمين والأمة الإسلامية".
من جهة أخرى، أعرب نصرالله عن أمله بأن "يتمكن الرئيس المكلف وبالتعاون والتفاهم مع رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع بقية الكتل النيابية من تشكيل حكومة لبنانية جديدة في أقرب وقت. طبعاً الكل يعرف أن أوضاعنا في لبنان المالية والاقتصادية والاجتماعية، هي لا يمكن أن تدار وأن تعالج من دون حكومة ذات صلاحياتها القانونية، لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال، لذلك نحن نحمل هذا الأمل"، كاشفا أن "معطياتنا أن الأجواء معقولة وايجابية وجيدة، لا نريد أن نبالغ في الايجابية، لكن الأجواء معقولة، نحن من جهتنا سنتعاون وكل ما نستطيع أن نسهل سنسهله".
وأكدا أن "كثيراً مما ينقل في وسائل الإعلام وفي المقالات هو ليس صحيحاً، بعضه ليس دقيقاً، بعضه ليس له أي أساس من الصحة، خصوصاً في ما يتعلق بنا وبمقاربتنا لتشكيل الحكومة. نحن إن شاء الله ايجابيون وسنبقى ايجابيين وما نستطيع أن نساهم فيه للمساعدة، مساعدة المسؤولين المعنيين في تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن لن نألوا جهداً على هذا الصعيد، وخصوصاً الآن هذا هو الاستحقاق الحقيقي".
وأضاف: "مع ارتفاع الأرقام الخطيرة والمؤلمة للاصابات بكورونا، لأنه الآن بدأنا نصل على حافة الألفين، هذا شيء خطر جداً، في الأول كان عندما يقال 60 و 70 و 100 الناس "تتأفأف" الآن أصبح 1600 و 1800 وسنصبح على حافة الألفين، تشاهدون وضع المستشفيات كلها تصرخ اليوم، أعداد الوفيات ترتفع يوماً بعد يوم، يبدو أن كثيراً من الناس اعتادوا، تعايشوا مع هذا الموضوع. أعيد وأذكر بختام الكلمة أن هذا الأمر، هذا التساهل هو غير إنساني، هو غير أخلاقي، هو غير شرعي، بالمعنى الديني، بالمعنى الشرعي، هو إثم، هو حرام، هو ذنب، هو معصية. الآن في دول العالم تشاهدون هناك دول اليوم، كنا نتحدث عن فرنسا والمشكلة مع فرنسا، هم ذاهبون إلى مستويات عالية من الإغلاق، في ألمانيا، في أسبانيا، في ايطاليا، الأميركيون لا يشاهدون أمامهم، اليوم يمكن 80 ألف أو 90 ألف إصابة، هناك أناس "خوتانين" في العالم وهناك أناس لا، يذهبون لإقامة إجراءات جديدة، نحن في لبنان لا نستطيع أن نكمل بهذه الطريقة، الموضوع هنا ليس موضوع وزارة صحة، الموضوع هو موضوع الحكومة كلها، الدولة كلها، العلماء، المرجعيات الدينية، المرجعيات السياسية، الأب، الأم، الزوج، الزوجة، الأهل، الأخ، الأخت، هي مسؤولية إنسانية ترتبط بالجميع، والكل يقول أنه يا أخي الالتزام بالكمامة وبالتباعد الاجتماعي وبالتعقيم هذا يقلل النسبة، هذا يبعد الخطر، يعني ليس الخيار الوحيد هو الإغلاق حتى نقول الأشغال والناس ويموتون الجوع وإلى آخره، ممكن التعايش من خلال الالتزام".