لا يعتبر مشهد فيضان ​الطرقات​ وغرق السيارات وتكوّن ​السيول​ التي تدخل المنازل في بعض المناطق إضافة الى الازدحام الخانق، الذي تسببه ​الامطار​ الغزيرة، بالجديد، فاللبناني اعتاد هذا المشهد لا بل أكثر بات يأخذ إحتياطاته تحسباً له الى حدّ أن عبارة "إذا ما عندك شي ضروري ما تستعمل سيارتك بهالفترة" عادية جداً!.

اليوم طرأت على المشهد مسألة جديدة يُمكن أن "تزيد الطين بلّة" وتؤدي إلى اقفال مزيد من الأقنية، هي مسألة ​النفايات​ المتراكمة على الطرقات... وأمام هذا كلّه يبقى السؤال الأهمّ ماذا ينتظرنا عند هطول ​الأمطار​ بغزارة لأول مرّة؟ وماذا فعلت ​وزارة الأشغال​ لتفادي تكرار ما كان يحدث سابقاً؟.

لا ينفي مدير مكتب ​وزير الاشغال​ ​شكيب خوري​ وجود مشكلة حقيقية في موضوع النفايات، ولكن هنا يعتبر أن "مسألة النفايات المتراكمة على الطرقات هي من مسؤولية المواطن بالدرجة الأولى، إذ ليس من المعقول أنه وفي سنة 2020 لازلنا نشاهد أناساً يرمون البلاستيك والتنك والكرتون من نوافذ سياراتهم".

يعود شكيب خوري ليشرح أن "تنظيف مجاري الطرقات الدولية من مهمّة ​وزارة الاشغال​، أما الطرقات الداخلية فهي من مهام ​البلديات​ التي وجب عليها أن تلعب دورها"، لافتا الى أنه "وفي 28/01/2020 وقّع وزير الاشغال ​ميشال نجار​ المستندات المطلوبة التي على اثرها باشرت فرق الوزارة بتنظيف الاقنية حسب المواقع المحددة بدفتر الشروط"، مضيفا: "الوزير نجار اعطى توجيهاته للعناية القصوى بالمناطق المصنفة حمراء والتي تشهد دائما تجمعا للمياه و​فيضانات​ مثل ​ساحل المتن الشمالي​، ​نهر الموت​ ​الزلقا​ مرورا ب​انطلياس​ ​الضبية​ ​نهر الكلب​، النقطة الثانية وهي ​نهر الغدير​ بطوله 5.5 كلم تقريبا، المكان الثالث هو انفاق ​المطار​ وعددها ثلاثة، وحسب المستندات الموجودة والتي قُدِّمت من قبل الشركة الاستشارية ب​تقرير​، فجميع الغرف التي تحوي المضخات صالحة للعمل".

"نهر الغدير تم تنظيفه ابتداء من جسر ​كفرشيما​ وصولا لانفاق المطار". هذا ما يؤكده خوري. في حين أن رئيس المكتب الاعلامي في ​بلدية الشويفات​ طارق أبو فخر فيشير الى أن "بلدية الشويفات وبالتعاون مع وزارة الاشغال حاولت ازالة العوادم، التي تعتبر عاملا أساسيا يؤدي الى اقفال مجرى النهر والى فيضانه، ولكن المشكلة هي في الناس التي لازالت ترمي"، مشددا على أن "المتعهد من قبل وزارة الأشغال يساعدنا في تنظيف مجرى النهر، و​البلدية​ بالقدرات الضئيلة التي لديها تحاول التنظيف بمحاذاته وقد استحدثنا مصافٍ لتخفيف منسوب ارتفاع ​المياه​ بجانب العمروسية خصوصا".

لا يُمكن أن ينسى ​اللبنانيون​ أيضا مشهد طوفان نهر انطلياس بعد ارتفاع منسوب المياه التي دخلت المحال وأدت الى غرق بعض السيارات. وهنا يذكّر خوري بأن "تنظيف مجاري بعض الانهر مثل انطلياس و​الناعمة​ وغيرها ليس من مهمّة وزارة الاشغال بل الطاقة، وهي عليها ان تتولى هذه المهمّة". هنا يلفت رئيس ​بلدية انطلياس​ ​ايلي ابو جودة​ أن "​وزارة الطاقة​ كلّفت متعهداً ليقوم بتنظيف مجرى النهر، ولكنه اعتذر عن القيام بالمهمّة، وفي الجلسة المقبلة للبلدية سنقوم باتخاذ القرار بالتنظيف".

بموضوع البلديات، تمنى خوري على تلك الموجودة على جانب الطرق الرئيسية ان "تقوم بعملها الذي يقضي بتنظيف الأقنية وأن يكون لديها رقابة قوية على "الورش" وعلى الحفريات، لأنه مع بدء زخّات للمطر ينزلق الردم مع الحجارة والنفايات ليصل الى الاوتوستراد ويقفل مجاري الصرف الصحّي، وهذا يؤدّي الى حدوث فيضانات كل سنة،هذا عدا عن الكثافة السكانية و​البنى التحتية​ الموجودة منذ اربعين عاماً".

إذاً، الاستعدادات لفصل ​الشتاء​ تسير على قدم وساق، فهل ستنجح وزارة الاشغال والبلديّات بتغيير المشهد الذي كنا نعيشه منذ سنوات؟!.