في المكان ذاته الذي أبصر فيه النور قبل 65 عاماً، في القدس، عاصمة دولة فلسطين المُستقلّة، رحل أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية" وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وكبير المُفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب محمّد صالح عريقات.
إبن أريحا، وأحد أبرز فاعليات أقدم مدينة في التاريخ، الذي كانت ولادته بتاريخ 28 نيسان/إبريل 1955، في بلدة أبو ديس، إحدى البلدات المُحيطة بمدينة القدس، عندما كانت تحت الإدارة الأردنية، بقي مُتمسّكاً في كل المُفاوضات برفض أنْ تكون مسقط رأسه، عاصمة للدولة الفلسطينية، بل القدس، العاصمة الأبدية.
ما بين الولادة ومسيرة الحياة النضالية والرحيل يوم الثلاثاء في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، كانت القدس الأساس، وكأنّها حكمة إلهية، بأنْ تكون أيضاً مع الذكرى الـ16 لاستشهاد مَنْ أحب وعمل إلى جانبه الرئيس ياسر عرفات.
رَحَلَ كبير المُفاوضين الذي خاض معارك مُضنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، على مدى عقود من الزمن، دون كللٍ أو ملل، لم يُفرّط بقضايا الحل النهائي لإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلّة: الحدود، القدس، اللاجئون وحق العودة، الاستيطان والأمنية.
يحفظ التاريخ الفلسطيني المراحل النضالية لـ"أبو علي"، الذي لم يحُلْ مرضه أو أي ظرف دون مُتابعة المهام السياسية المُتعدّدة، وفي الطليعة منها المُفاوضات الشائكة مع المُحتل الإسرائيلي، على مدى أكثر من 3 عقود ونيف، كان حاضراً في المُفاوضات السريّة والعلنيّة، التي سلك تعرّجاتها، وخاض كواليسها، نائباً لرئيس الوفد الفلسطيني إلى "مُؤتمر مدريد" في العام 1991، ثم واشنطن 1992 و1993، فجميع مراحل المُفاوضات، إلى حين تعيينه في العام 1994 رئيساً للوفد الفلسطيني، قبل أنْ يُصبح في العام 1995 كبير المُفاوضين الفلسطينيين.
مع "أبو عمّار" و"أبو مازن"
كان من المُقرّبين جداً من الرئيس الشهيد ياسر عرفات "أبو عمّار"، وكذلك الرئيس محمود عباس "أبو مازن".
شارك الدكتور صائب في اجتماعات "كامب ديفيد"، بين 11-25 تموز/يوليو 2000، التي حاول فيها الرئيس الأميركي بيل كلينتون تحقيق اتفاق على قضايا الحل النهائي بين الرئيس "أبو عمّار" ورئيس حكومة الاحتلال - آنذاك - إيهود باراك، حين رفض فيها الرئيس عرفات التفريط بالقدس، نافياً مزاعم سلطات الاحتلال بوجود "كنيس" تحت المسجد الأقصى، وهو ما حاول كلينتون تبنّيه.
وأيضاً في اجتماعات طابا في العام 2001.
بعد استشهاد الرئيس "أبو عمّار"، عيّنه الرئيس "أبو مازن" رئيساً للوفد الفلسطيني في العام 2009، والذي بقي فيه، والتواصل مع الإدارة الأميركية إلى ما بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المُتّحدة الأميركية، بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
التقى العديد من الزعماء والقيادات والرؤساء والمسؤولين في العالم، وفي مراكز مُتعدّدة، وترك لديهم بصمة خاصة، إنْ تحدّث أنصتوا، وإنْ تكلّموا استمع ودوّن ووثّق، فهو يُتقِن آداب الحديث، ويعتمد الحوار البنّاء أسلوباً واحترام الرأي الآخر، وعندما ينتقد موقفاً أو تصريحاً، يكون ذلك مُدعّماً بالإثباتات وضمن الأصول دون تجريح.
في كُتُبي ومقالاتي والمُقابلات واللقاءات المُتعدّدة والتصاريح والمواقف التي أعلنها، وثائق عدّة ومعلومات مُتعدّدة وهامّة تركها الدكتور صائب.
يُسجّل الفلسطينيون والعالم للرئيس "أبو مازن"، الإنجاز التاريخي بتحقيق اعتراف العالم بعضوية دولة فلسطين في الأُمم المُتّحدة - بصفة مُراقب - بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وبتصويت 138 دولة.
الدبلوماسي المُفاوِض الصلب
هنا يجب الاعتراف بدور الدكتور صائب، عندما قاد الدبلوماسية الفلسطينية، مُساهِماً في تحقيق الإنجاز التاريخي، وأيضاً بمُواكبة دخول فلسطين إلى العديد من المحافل والمُؤسّسات والهيئات الدولية، التي استفادت منه بعد الاعتراف الأُمَمي بها.
يمتاز الدكتور صائب بثقافته العالية، وإتقانه اللغات العربية والإنكليزية والعبرية بطلاقة، فضلاً عن تحدّثه بلغات أخرى، وذكائه الخارق، سرعة بديهته، تحليله الصائب، إدراكه العميق، وحنكته السياسية، فهو رجل دولة ومُؤسّسات، ما أدّى إلى استثماره للكثير من "كنز المعلومات" الذي يمتلكه، والمُوثّق بشكل علمي مدروس، مُتضمّناً الوثائق الفلسطينية المُتعلّقة بأدق تفاصيل التفاوض مع المُحتل الإسرائيلي وقضايا الحل النهائي.
عندما يُحدِّثك، يكون ذلك بإسهاب، بمعلومات مُوثّقة، بالأسماء والتواريخ، ومُدعّمة بالوثائق، فتنصت باهتمام، وتستمع بشغف إلى مُخضرم سياسي، مُثقّف، تلقّى تعليمه بين فلسطين والولايات المُتّحدة الأميركية التي وصلها وهو في سن السابعة عشرة، ودرس فيها العلوم السياسية في "جامعة سان فرانسيسكو"، وحصل على درجة الماجستير في العام 1979، ثم إلى بريطانيا التي تخرّج منها بدرجة الدكتوراه في دراسات السلام في العام 1983، ووثّق تجربة المُفاوضات في كتاب بعنوان "الحياة مُفاوضات" في العام 2008، و"بين علي وروجز" في العام 2014، اختار فيه مُقارنة عناصر التفاوض السبعة التي حدّدها عالم المُفاوضات الأميركي روجز فيشر والتفاوض لدى الإمام علي بن أبي طالب (ع).
الأستاذ المُحاضِر في "جامعة النجاح الوطنية" في نابلس، وفي المُؤتمرات والندوات، والصحافي على مدى 12 عاماً في جريدة "القدس" الفلسطينية، صاحب نظرة ثاقبة، استشراقية للمُستقبل، مزج فيها بين ثقافته والمعلومات التي عايش وقائعها أو حصل عليها.
أحد أبرز القيادات لقضية استحوذت على اهتمام العالم، ما مكّنه من الوصول إلى رؤى قبل حصول الحدث، فساعده ذلك كثيراً في مُهمته.
"أبو علي"، إبن فلسطين، ترتبط سيرته بالكثير ممّا ينطبق عليه الأوّل، فهو:
- أوّل وزير للحكم المحلي الفلسطيني في أوّل حكومة شكّلتها السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994.
- أوّل مَنْ حمل لقب كبير المُفاوضين الفلسطينيين في العام 1995.
انتُخِبَ عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني، في دورة العام 1996 عن أريحا، وتكرّر انتخابه في دورة العام 2006، وما زال.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني على مدى عقود عدّة.
في العام 2009 انتُخِبَ عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وأيضاً عضواً في "اللجنة التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية" في العام ذاته، ومن ثم أميناً لسرّها.
وفي العام 2016، أًعِيدَ انتخابه عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح".
كذلك في العام 2018 انتُخِبَ مُجدّداً عضواً في اللجنة التنفيذية للمُنظّمة، التي ما زال يتولّى مهام أمين سرّها.
جلسات البوح بالأسرار
خلال توقيع كتابي "فرسان فلسطين"، في عاصمة مملكة البحرين، المنامة، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تسنّى لي المكوث لأيام عدّة مع الدكتور صائب، الذي كان يُعاني حينها من آلام إصابته بتلف في الرئة، وبوضع صحّي دقيق جداً، لأنّه كان ينتظر تأمين مُتبرّع برئة، وهو ما تأخّر لسنوات عدّة.
أجريتُ مُقابلة نُشِرَتْ في جريدة "اللـواء" بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وعلى هامش اللقاء والجلسات المُطوّلة، أسهب بالكشف عن أسرار، تمتلكها شخصية بمُستوى الدكتور صائب، منها ما يتعلق بمُفاوضات كامب ديفيد 2000، وما هو مُرتبط بالتحضيرات لما سبق وعُرِفَ باسم "الربيع العربي"، الذي كان يُحضّر له منذ العام 2003 (ليس المجال الآن لنشر تفاصيلها).
لكن ما هو مُرتبط بشخصه بقوله: "بدأتُ أشعرُ بألمٍ في صدري مُنذ سنوات عدّة، وبعد فحوصات طبيّة، انتقلتُ إلى ألمانيا، حيثُ خضعتُ لفحوصات طبيّة هناك، أظهرت إصابتي بتلف في الرئتين".
صُدِمَ الفريق الطبي بأنّ الفحوصات والصور بيّنت أنْ الرئتين مُتفحّمتين، وسألني الأطباء: "إذا ما كنتُ أعمل في أحد المناجم الحجرية؟"، وهو ما نفيته، فأبلغوني بأنّ "الصورة تُظِهر أنّني عملت في منجم للفحم الحجري، بما لا يقل عن 25 عاماً، ما أدّى إلى هذا التلف، في مرضٍ نادر".
يستعيد الدكتور صائب: "خلال فترة حصار الرئيس "أبو عمّار" في مقر المُقاطعة في رام الله، كنّا نسمع تحليق طيران إسرائيلي في الأجواء، فكان الرئيس يطلب منّا الدخول سريعاً، وهذه الطائرات كانت تنشر إشعاعات بهدف اغتيال "أبو عمّار"، الذي بدأت تظهر عليه عوارض المرض، ويتأثّر وضعه الصحي، وذلك قبل استشهاده بفترة، وقد أُصيب آخرون بعارض صحّي استدعى استئصال كلية بعضهم".
بدأ العلاج في ألمانيا بعلاج مُكثّف بالأدوية، لكن لم تُؤدِ النتيجة المرجوة، في وقت انطلقت فيه رحلة البحث عن مُتبرّع رئة، ليس بالسهولة الحصول عليها، لكن كان من حسن حظ الدكتور صائب عريقات، أنّه حصل على الجنسية الأميركية خلال دراسته في الولايات المُتّحدة في العام 1979، فسجّل اسمه على لائحة الانتظار لفترة من الزمن للحصول على رئة، إلى أنْ تمَّ ذلك في تشرين الأوّل/أكتوبر 2017، حيث خضع لعملية زرع رئتين في "مُستشفى أنوفا"، بولاية فرجينا الأميركية، ليُعلن الفريق الطبي المُعالج الذي أجرى العملية، فجر يوم الجمعة في 13 تشرين الأول/نوفمير 2017، نجاحها.
غادر المُستشفى قبل أنْ يُعلِن الرئيس الأميركي ترامب قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في 6 كانون الأوّل/ديسمبر 2017، وبقي يُتابع الوقاية الصحية، مُستعيناً بجهاز تنفّس أصبح يُرافقه أحياناً حتى في تنقلاته.
حدّثني الدكتور صائب أيضاً كيف أنّ وفدين مُستقلين من الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" وصلا للقاء به - كل منهما على حدى - قبل الانتخابات الأميركية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، للوقوف على وجهة النظر الفلسطينية بشأن الانتخابات الأميركية، وكانت الأسئلة شبه مُتطابقة بينهما.
وقد فاتح عريقات كُثُراً من القيادات الفلسطينية والمسؤولين عن ترجيح فوز ترامب بالرئاسة.
بعد أسبوع من إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، نشرتُ مقالاً يوم الخميس في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، في جريدة "اللـواء"، الصفحة الأولى، بعنوان "تردّدات زلزال ترامب الأميركي على الشرق الأوسط"، فيه الكثير من الرؤية التي حدّثني بها الدكتور صائب، ومعلومات كان قد حصل عليها عن عدم اتزان ترامب ومُغامراته وتصرّفاته.
في رحلة المُفاوضات مع فريق ترامب، "اليهودي"، وفي طليعته صهر الرئيس الأميركي وكبير مُستشاريه جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، اكتشف عريقات أنّ هذا الفريق يعمل على تكريس يهودية الكيان الإسرائيلي، وما إعلان "صفقة القرن" إلا خير دليل على ذلك.
وإنّه مع وجود بنيامين نتنياهو على رأس حكومة يمين مُتطرّف، لا يُوجد شريك إسرائيلي ينحو إلى السلام، بل يعمل على تكريس أمر واقع جديد من خلال فرض الاستيطان والضم.
يُهزَم ترامب و"فريقه المُتهوّد" بعدما أمعنوا فتكاً بالقضية الفلسطينية، التي تبقى راسخة كرسوخ الأقصى والقيامة، ويرتفع "أبو علي" إلى الرفيق الأعلى.
يرحل وقد آلمه أنّ هناك مَنْ تخلّى عن دعم القضية الفلسطينية، ووقّع اتفاقات تطبيع مع المُحتل الإسرائيلي، بعدم إلتزام بنود "مُبادرة السلام العربية" التي تقدّم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حين كان ولياً للعهد - وتبنّتها "القمة العربية" الـ14، التي عُقِدَتْ في بيروت يومي 27-28 آذار/مارس 2002، بتنفيذ البنود بالمقلوب، من الياء إلى الألف.
كانت تغمره السعادة وهو يرى ما كان يعمل جاهداً من أجل الإسراع لتحقيقه، بإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام وتحقيق المُصالحة، قد بدأ تنفيذه بخطوات إيجابية على طريق إبصارها النور، والتي تُعتبر لُبنة أساسية لإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وهو الذي كان يُواجه في اتصالاته بأنّ هناك مَنْ يتذرّع بالانقسام، لعدم إقرار الحقوق الفلسطينية.
يُعتبر الدكتور صائب، "سر أسرار" القضية الفلسطينية، الذي صارع الاحتلال لإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلّة، كما ناضل من أجل صحته.
لم تحل انشغالاته عن القراءة والمُطالعة والكتابة، وعن مُواكبة التطوّر العلمي والتكنولوجي، بنشاط لافت، عبر مُختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن وسائل الإعلام على تنوّعها.
تألّم الدكتور صائب عريقات، وهو يُعاني وأبناء شعبه احتلالاً بغيضاً، وكان قلبه يتمزّق ألماً مع كل عدوان إسرائيلي يطال الإنسان والأرض والمُقدّسات، والشجر والحجر، ويسعى إلى كشف جرائم المُحتل أمام العالم.
صَبَرَ على ألم المرض وتلف الرئتين، كما إصابته بفيروس "كورونا"، الذي لا يعرف كيف وصل إليه، على الرغم من حرصه الشديد، وهو الذي يدرك أنّ مثل هذه الإصابة قد تكلّفه حياته، وقد اكتشفها بعد مُشاركته في اجتماع اللجنة التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير" يوم الثلاثاء في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2020، حيث خضع لحجر صحي في منزله بأريحا، تلقّى خلاله العلاج والأوكسجين بإشراف ابنته الدكتورة سلام، وبدأ يتماثل للشفاء، قبل أنْ تتدهور حالته الصحيّة جرّاء تطوّرات حصلت على الرئتين اللتين كان قد خضع لعملية زرع لهما قبل 3 سنوات، ما اضطر لنقله إلى "مُستشفى هداسا" - عين كارم في القدس المُحتلة يوم الأحد في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2020، لتتدهور صحّته مُجدّداً، ويدخل مرحلة طبيّة حرجة، إلى أنْ أُعلنت وفاته أمس.
عداء المُحتل وعنصريته، ظهرا بمُعارضة أعضاء في "الكنيست" وتنفيذ تظاهرة أمام "مُستشفى هداسا"، دعت إلى عدم مُعالجة عريقات في المُستشفى، وأنْ "تتم مُعاملته كما يُعامل الأعداء".
صورة العنصرية المُتكرّرة، تًعيد المشهد ذاته، عندما كان الدكتور صائب بحاجة إلى عملية زرع كلية قبل سنوات عدّة، وصدرت دعوات لعدم تسجيل اسمه ضمن وزارة الصحة الإسرائيلية.
تلك العنصرية التي حذّر منها، وواجهها بقّوة.
"أبو علي" المُؤمن بالله سبحانه وتعالى، وعدالة قضيته، يرحل في وقت أحوج ما تكون به فلسطين إلى أمثاله، في لحظة مفصليّة دقيقة تمر بها القضية التي بقي يُدافع عن الحقوق المشروعة التي آمن بها، حتى الرمق الأخير.
شهادة للتاريخ الذي سيذكر بأحرف ناصعة، اسم مُناضل صلب وعنيد، لم يُفرّط بحقوق شعبه، امتاز بحضوره اللافت، زادته تجارب الحياة خبرةً، وصقلت قدراته، لتُضاف إلى تميّزه بدماثة خُلُقه، تواضعه، صدقه، صراحته، جرأته، ثقته بنفسه وقدراته، عدالة قضيته، وقوله للحقيقة وعدم إخفائها.
إنّه الصديق الصادق، الدكتور صائب عريقات، الذي تستحق تجربته، التوثيق والتدريس للاستفادة منها، في معركة التصدّي لمشاريع الاحتلال، بنكث الحقائق، وتزييف الوقائع والأحداث، لإثبات الحق الفلسطيني، وأيضاً في الدراسات العلمية.
رحم الله سبحانه وتعالى، صاحب النخوة والشهامة، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وعائلته، التي ربّاها على الصدق والعلم والحب، كما مُحبيه، الصبر والسلوان.