أكّد مسؤول ملفّ النازحين في "حزب الله" النائب السابق نوّار الساحلي، أن "مجرد انعقاد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين هو أمر إيجابي خصوصًا أنه بدعوة من دولة كبرى كروسيا الإتحادية"، مشيرًا إلى أن "إنعقاده في دمشق يشكل رسالة للعالم برمته أن سوريا استعادت عافيتها، وباتت الدولة تسيطر على أكثر من 80 بالمئة من أراضيها".
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح الساحلي أن "القيادة السورية أعلنت بشكل رسمي وعلى لسان رأس الهرم الرئيس بشار الاسد أنها ترحّب بعودة النازحين من كل أماكن النزوح، وهي ستسهّل هذا الأمر، بالتالي هذا الإعلان يشكل ردًا على مزاعم البعض الذين يقولون أنها لا تريد عودتهم، وكلام الأسد في الجلسة الافتتاحية يؤكد عكس ذلك".
ولفت الساحلي إلى أن "الحديث عن نجاح المؤتمر من عدمه يدخل ضمن البازار السياسي الذي تعتمده بعض الدول التي عملت على مساندة الإرهابيين والتكفيريين في سوريا طيلة سنوات الأزمة، وهي تحاول أن تجعل من ملف النازحين ورقة للضغط على الدولة السوريّة لمآرب قد تتعلق بالانتخابات الرئاسيّة في سوريا العام المقبل".
وحول تأكيد الأسد أن الضغوط الأميركية والعقوبات تُعيق عودة النازحين بما يعتبره البعض نفيًا لِما يُروج بأن التواصل بين الحكومتين السورية واللبنانية كفيل بحل هذا الملف، أوضح الساحلي أن "الأمرين يكمّلان بعضهما، وبالنتيجة الضغوطات تصبّ بشكل مباشر على الأمم المتحدة والمفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين والتي تعمل بعكس مضمون رسالتها، فهي لا تشجّع عودة النازحين بل تعمل على إبقائهم".
وتابع الساحلي: "عندما كنّا نطالب مرارًا بالتواصل بين الدولتين اللبنانية والسورية، كان الهدف تشكيل ضغط على مفوضية اللاجئين ووضعها أمام أمر واقع وذلك باتفاق بين الحكومتين لسحب الذرائع منها وتسهيل الأمور اللوجستية والتقنية لعودتهم من لبنان إلى سوريا".
وردًا على سؤال حول غياب بعض الدول العربية والغربية عن المؤتمر وكيفية تأمين التمويل لآلية عودة النازحين، أجاب الساحلي: "لا شك أن الدول التي غابت فعلت ذلك لأسباب سياسية، والتمويل بطبيعة الحال بحاجة لدعم بعض الدول، ولكن عندما يحصل الاتفاق السياسي تستطيع إلزامها، وبخاصة أن عددًا من المؤسّسات الدولية تقوم بتمويل النازحين في بلاد النزوح، وهذا دليل أن الملف يُدار بالسياسة، ولو استعملت هذه الاموال للمساعدة على عودتهم لسهلّت الموضوع وربما بأكلاف أقل من التي تدفعها الآن".
وشدّد الساحلي على "أنّنا نؤيد الخطة التي أقرّتها الحكومة اللبنانية عبر وزارة الشؤون الإجتماعية في تكملة لخطة وزير الدولة لشؤون النازحين السابق صالح الغريب، كما نرحّب بالقرار الجريء الذي اتّخذ بإرسال الوزير رمزي المشرفية لتمثيل لبنان في المؤتمر، وهذا ما كنا قد طالبنا به منذ فترة، وبالتالي هذه الخطوة تعتبر بداية التواصل المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية، على أمل أن يستمر في الحكومة العتيدة ويُفعّل بشكل أكبر".
وفي الختام، أوضح الساحلي أن "قيام حزب الله بتنظيم عودة دفعات من النازحين إلى سوريا تأخر بسبب جائحة كورونا، كما أن المساعدات التي تُقدم لهم في لبنان تخفّف من عزيمتهم على العودة"، مؤكدًا أن "هناك جهات لبنانية تستفيد من وجودهم وتستثمر في موضوع المساعدات".