حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي ومسؤولان أمميان أمام مجلس الأمن الدولي من تفاقم الأزمة في اليمن الذي بات على شفير المجاعة.
وخلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو، قال بيسلي الذي يدير البرنامج الأممي الذي فاز هذا العام بجائزة نوبل للسلام إنّ "المجاعة هي حقا احتمال بالغ الخطورة"، مؤكّداً أنّ "أضواء التحذير تومض، وليس بالأصفر بل بالأحمر". وتابع بيسلي "لتجنّب المجاعة نحن نحتاج إلى 2,6 مليار دولار للعام 2021"، و"يتعيّن علينا التحرّك الآن وإلا سيموت الناس".
وطالب بيسلي مجلس الأمن بـ"إعطاء الأمل للشعب اليمني. وعدم التخلّي عنه (...)، اصغوا إلى التحذير قبل فوات الأوان".
وبعدما وصف بشكل مفصّل لسفراء الدول الأعضاء في المجلس المعاناة الرهيبة التي تسبّبها المجاعة لدى الإنسان من هلوسات ونوبات وصولاً إلى الموت، أبدى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك استياءه لغياب رؤية واضحة في اليمن. وقال لوكوك إنّ "اليمينيين لا يعانون من الجوع إنهم يتضوّرون جوعاً"، مذكّراً بأنّه سبق أن تمّ تجنيب البلاد المجاعة قبل عامين.
وتابع لوكوك "عندما أفكّر بما تعنيه المجاعة، لا أفهم حقيقة لماذا لا يتمّ بذل مزيد من الجهود لمنعها".
بدوره أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى عدم تحقيق تقدم نحو إيجاد حل سياسي ووقف الحرب. واعتبر أنّ ملف الناقلة النفطية "صافر" الراسية قبالة ميناء الحديدة والتي تتطلّب تصليحات عاجلة وإلا ستتسبب بتسرّب نفطي كارثي، لا يزال يراوح مكانه بسبب رفض الحوثيين السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى السفينة.
وبحسب دراسة أعدّها برنامج الأغذية العالمي قبل جائحة كوفيد-19، يتخطى عدد اليمينيين الذين يواجهون في العام 2020 انعداما حادا للأمن الغذائي 17 مليونا من إجمالي التعداد السكاني للبلاد المقدّر بنحو 30 مليون نسمة.
ويشهد اليمن منذ العام 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار 2015.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، حسب منظمات إنسانية عدة.
ولا يزال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.