ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط السيد باتريك دوريل الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الامر لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، وعلى التنسيق بشكل فعال مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لاخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.
واعتبر الرئيس عون ان عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة، نقابلها باصرار على تحقيقها وقد تم التمديد ثلاثة اشهر لشركة " الفاريز ومارسال" تأمينا لهذه الغاية.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء " كورونا " إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، لافتا الى ان العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا.
وذكر الرئيس عون ان كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية، لافتا الى أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة.
وحمّل الرئيس عون المستشار دوريل تحياته الى الرئيس الفرنسي مقدرا وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة وهذا غير مسبوق لان الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان، مجددا التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في ادانة الاعتداءات الإرهابية والاجرامية التي حصلت مؤخرا ومنها الاعتداء في مدينة نيس.
المستشار دوريل
وكان المستشار دوريل نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين، لافتاً الى دقة وخطورة الازمة الاقتصادية وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي.
وأشار دوريل الى ان فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة لاسيما منها المجال التربوي، مذكرا بان وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات.
وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي السفيرة في لبنان ان غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار أسامة خشاب.