نجح النظام في سوريا بتكريس خطوة متقدمة لمحاولة كسر العزل المفروض عليه اميركياً واوروبياً وخليجياً منذ العام 2011. كما أفشل كل خطوات وخطط اسقاطه، كما استطاع ان يحد من انتشار وتوسع سيطرة المنظمات الارهابية والتفكيرية. كما يتصدى وما زال مستمراً لمجموعات "قسد" والطموح التركي بمنطقة عازلة تخدم اهداف الرئيس التركي طيب رجب اردوغان تحت حجة منع التمدد الكردي في شمال سوريا وإنشاء خط وصل مع اكراد تركيا.
وتؤكد اوساط بارزة في 8 آذار لـ"الديار" ان المؤتمر والذي تابعت بعض تفاصيله التقنية والسياسية، نجح في الشكل في جمع العديد من الدول الهامة والمعنية بملف النزوح رغم غياب العديد من الدول الخليجية البارزة كقطر والامارات والسعودية ومصر كأبرز دولة عربية وحضورها السياسي البارز، وهذا الغياب ورغم تأكيد الامارات ومصر انهما ستحضران محاولة اميركية لاضعاف المؤتمر وافشاله ومنع الدعم المالي للصندوق الذي اقر لتمويل عودة النازحين الطوعية.
وتؤكد الاوساط ان المؤتمر في المضمون، كرّس الحضور الروسي في المنطقة. وعزز من دور موسكو في الملف السوري وفي كسر "الفيتو" الاميركي على اي حضور دولي وسياسي واقليمي ودولي في دمشق، وانعكاسه في تكريس شرعية، وحضور الرئيس السوري بشار الاسد، وتأكيد الاعتراف الدولي به كرئيس منتخب لسوريا وبأصوات غالبية الشعب السوري.
وتقول الاوساط ان رغم المعلومات التي تشير الى توجه اميركي- اسرائيلي لشن عدوان في المنطقة الامر الذي دفع الى استنفار لكامل محور المقاومة، نجح النظام في سوريا في إنجاح المؤتمر ووضع الاسس التي يبنى عليها لاستكمال الخطوات المقبلة وكذلك تأمين الحماية الكاملة للمشاركين وتأكيد امساكه بمفاصل سوريا الاساسية من معابر برية وبحرية والمطار وتأمين الاجواء من اي اعتداء على العاصمة.
لبنانياً نجح لبنان الرسمي عبر تكليف وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي مشرفية وفي حكومة تصريف الاعمال في تكريس الحضور اللبناني الرسمي والحكومي للمرة الاولى منذ العام 2011، رغم ان كل المشاركات السياسية والوزارية والنيابية ورؤساء الاحزاب الذين يزورون سوريا ويلتقون المسؤولين السوريين دورياً بشكل سري او علني يتم بشكل فردي وليس بتكليف رسمي من الحكومة او السلطة السياسية كما جرى هذه المرة. اذ حرص كل من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب على اعلان التكليف الرسمي لمشرفية بتأكيد حضور لبنان رسمياً في المؤتمر وكبلد معني وراغب في تسهيل عودة الراغبين بالعودة الطوعية.
وفي مجال العودة الطوعية تكشف الاوساط عن نجاح اللواء عباس ابراهيم وبتكليف من رئيس الجمهورية في تكريس اسس العودة الطوعية لنازحي لبنان الى سوريا ونجح في اعادة آلاف منهم قبل حلول "كورونا" في البلدين، بالاضافة الى جهود الوزير السابق بيار رفول والذي كلفه عون منذ بداية عهده بالتواصل الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية مع الجانب السوري سياسياً بينما تابع اللواء ابراهيم الجانب التقني والامني.
وتؤكد الاوساط ان السفارة السورية في لبنان تتلقى يومياً العشرات والمئات من الطلبات من نازحين سوريين راغبين بالعودة الى بلادهم وان الصعوبات التي تعتري العودة الطوعية لآلف من السوريين مرتبطة بوقف العزل والحجر "الكوروني" وفتح الحدود بين لبنان سوريا بشكل كامل.
وتكشف الاوساط ان فتح الحدود بين البلدين وبشكل كامل لم يبت بعد وان المسؤولين الامنيين والصحيين في البلدين نصحوا بعدم فتح البلاد لمنع تمدد "الكورونا"، ولا سيما ان الانفلاش الكوروني في لبنان اكبر بكثير من سوريا، وان الدولة السورية تتخوف من انفلات الفيروس بشكل كبير خلال موسم الشتاء لذلك المصلحة في البلدين تتقاطع على ابقاء الحدود مفتوحة حتى اخماد اخر انفاس "كورونا" وتخطي مرحلة الخطر.
اما فتح الحدود امام الراغبين في العودة من سوريا الى لبنان للبنانيين وللسوريين من لبنان الى بلادهم وبأعداد محدودة هو امر محتمل وقد يتم قريباً وفي الاسبوعين المقبلين وبعد انتهاء فترة الاقفال "الكوروني" الكامل التي تبدأ اليوم.