أكد رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي في حديث صحافي أنّ رحلته الجديدة الى تركيا أتت امتداداً للجولة الأولى من اللقاءات قبل نحو شهر، والتي لم يتسنَ له استكمالها في حينه، نتيجة العوائق التي فرضها كورونا، مؤكّداً أنّ الغرض الأساسي مما يفعله، مساعدة الشمال وطرابلس صحياً واستشفائياً وتربوياً وإغاثياً في مواجهة الأزمات المتراكمة. وقال: "أنا مستعد للذهاب إلى آخر الدنيا وليس فقط الى تركيا، من أجل مساندة أهلي في هذه الظروف الصعبة، وأستطيع الآن أن أعتبر أنني أدّيت واجبي في شرح حقيقة الأوضاع الاجتماعية الصعبة للأتراك، وبالتالي أصبحت الكرة في ملعبهم، مع إصراري على أنّ أيّ مساعدات محتملة يجب أن تمر عبر جمعياتهم وسفارتهم في بيروت وليس عبري".
وكشف كرامي بعضاً ممّا دار في اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك قبل أيام، لافتاً الى انّهم أكّدوا أمامه حرصهم على استقرار لبنان ووحدة شعبه، وعدم الإنحياز إلى أي فريق على حساب آخر، ناقلاً عنهم رفضهم ان يكونوا "رعاة لجهة ضدّ جهة أخرى كما يفعل غيرنا"، لافتا إلى انه أبلغ اليه المسؤولون الذين التقاهم، بأنّهم يتعاطون مع لبنان من زاوية الجمع والتعاطف، لا التفرقة أو زعزعة الوضع الداخلي، معربين عن استعدادهم للتدخّل الإيجابي، حيث يكون في امكانهم أن يساعدوا حصراً، ومشيرين الى أنّه انطلاقاً من هذه القاعدة، «نحن ندعم الجيش اللبناني لأنّه موضع إجماع وطني، وقدّمنا مساعدات بعد انفجار المرفأ، لأنّ هذه القضية هي إنسانية وجامعة.
وشدّد كرامي على أنّه أبدى خلال النقاشات مع الشخصيات التركية، تمسّكه بثوابته الاستراتيجية وفي طليعتها المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، لافتاً في هذا السياق الى أنّ "انتماء الأتراك الى القضية الفلسطينية والقدس هو عميق، من سائق التاكسي حتى كبار المسؤولين السياسيين".
وردا على سؤال، أكد ان "علاقتي الوثيقة بحزب الله معروفة، ولا أظن أنّه سيمانع للحظة في أيّ أمر يمكن أن ينعكس خيراً غير مشروط على الشمال المحروم، بل سيكون "ممنوناً"، ثم انني شدّدت من قلب تركيا على تمسّكي بخيار المقاومة ضدّ الاحتلال، وثوابتي لن تتغيّر حتى يأخذ الله أمانته. أما بالنسبة إلى سوريا، فإنّ تحصين الأمن الاجتماعي لطرابلس من دون شروط سياسية هو لمصلحتها. أضف الى ذلك، انّه من المهم أن نكون اقوياء في بيئتنا، لأنّ من شأن ذلك أن يشكّل ضمانة لحلفائنا، بينما الضعف يولّد فراغاً يمكن أن يملأه المتضررون من خطنا".
وتعليقاً على إتهام أنقرة بأنها تؤدي دوراً مشبوهاً في لبنان على المستوى الميداني، دعا كرامي أصحاب هذه الإتهامات الى إظهار أدلتهم، متسائلاً: "لو أنّ ما يروّج صحيح، لماذا لا يتمّ استدعاء السفير التركي في بيروت للاحتجاج؟ ولماذا لا تُقطع العلاقات مع أنقرة؟ ولماذا لا تتحرّك الأجهزة الأمنية؟ ولماذا يقبل الجيش هبات من تركيا؟".
من جهة أخرى، عبّر عن تضامنه مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رداً على التلويح باحتمال ان تشمله العقوبات الأميركية. قائلا: "اللواء ابراهيم هو ضمانة للأمن وصمام أمان للعلاقة مع الخارج، وليس مسموحاً لكتبة التقارير أن يستهدفوا دوره وشخصه، لأنّ هذا الاستهداف يزعزع استقرار لبنان، ونحن لن نسمح به، وندعو القضاء الى اعتبار تحريض المخبرين على إبراهيم إخباراً يستدعي ملاحقتهم".