على الرغم من صدور قرار محافظ النبطية حسن فقيه الموجه الى بلديات المحافظة، والقاضي بمنع احراق النفايات في محيط القرى والبلدات في النبطية، فان المشهد غير المألوف لعملية الحرق للنفايات للتخلص منها مستمر. هذه القضية، شكّلت استياءً لدى المواطنين، خصوصاً بعد معاناة الأهالي الذين يتنشقون السموم التي تؤثر على سلامتهم وصحة الكبار والصغار وتلحق الامراض السرطانية بهم.
في التفاصيل، عمد مواطنون الى حرق النفايات في الوادي الواقع بين بلدات الكفور الدوير والشرقية من دون أي مسؤولية أخلاقية، كما أنهم أحرقوا الإطارات والخطوط الكهربائية لاستخراج النحاسيّات منهم بهدف الربح المادي، غير مكترثين لقرار المحافظ فقيه.
شكوى أخرى ارتفعت في بلدات تول والكفور ومحيطهما هي انتشار الكلاب الشاردة على اكوام النفايات وقرب الحاويات، وهي مصدر قلق وخطر على الأهالي نظرا لانها تلاحق الناس وتمنعهم من التنقل بحرية، ما دفعهم للطلب من البلديات العمل للحدّ من خطر انتشارها.
في هذا السياق، أصدر فقيه تعميما للبلديات يمنع احراق النفايات والعمل للتخلص من الكلاب الشاردة، مشدداً على ضرورة مراقبة منع الحرق من خلال تكليف الشرطة البلدية المراقبة الدوريّة للمكبّات، وتسطير محاضر ضبط وصولا إلى الإحالة للنيابة العامّة، على أن يتحمل أيّ رئيس البلدية المسؤوليّة القانونية في عدم تنفيذ مضمون هذا التعميم.
في هذا السياق، أوضحت مريم عساف من بلدة تول أنه "منذ أشهر الصيف وحتى اليوم نعاني من مشكلة الكلاب الشاردة، حيث تعمد الى بعثرة النفايات في الشوارع بشكل متكرر كل ليلة، وتمزيق الاكياس".
وأوضحت عساف "أننا تواصلنا عدة مرات مع بلدية الكفور وزودناها بعشرات الصور يوميا، لتوثيق المشكلة وكانت البلدية تبادر الى ارسال عمال النظافة لرفع النفايات مع وعد بحل مناسب لظاهرة الكلاب الشاردة" مشيرة إلى أن "البلدية تتجنب اعتماد القتل او التسميم للتخلص من الكلاب".
من جهتها، رأت زينب عطوي ان "المشكلة تكمن في تراكم النفايات في الشارع حيث ان البلدية تضع عددا محدودا من البراميل لمجموعة من البنايات، لذلك يرمى جزء كبير منها خارجها، واحيانا تتأخر الشركة المكلفة بجمع النفايات يومين او اكثر لأسباب نجهلها، ما يجعل النفايات مرتعا للحيوانات الشاردة ليلا".
وطالب علي فياض المحافظ فقيه او الجهات المختصة في محافظة النبطية والوزارات المعنية من الصحة الى البيئة الى الداخلية، للوصول الى حل مناسب و جذري لهذه الظاهرة في تول والكفور والنبطية أيضا.