أشار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، إلى أنّ "فرنسا تثبت لنا اليوم أيضًا بأنّها لا زالت حريصة على لبنان الّذي لطالما كانت إلى جانبه في السابق، حتّى في ظلّ أحلك الظروف في تاريخه وأشدّها صعوبة. فنحن اللبنانيّون والفرنسيّون يجمعنا نسيج فريد من العلاقات المتبادلة الّتي تتلاقى حول قيم مشتركة، تتمثّل باحترام كلّ منّا لهويّة الآخر"، مبيّنًا "أنّنا نمارس ونعيش معًا، وبصورة يوميّة، علاقةً مميّزةً تتّسم بعمقها وتنوّعها وتعدّدها. ففي إطار هذه العلاقة التعدّدية، يشكّل التعاون الأمني بين بلدينا عاملًا مشتركًا من أجل لبنان أكثر استقرارًا وأكثر أمانًا".
ولفت خلال زيارة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو (Anne Grillo) معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون، إلى أنّ "في الواقع، ترقى الشراكة المتينة القائمة بين لبنان وفرنسا إلى زمن بعيد، وهي تترجم اليوم بصِلات وطيدة تمتد أبعد من مجال التعاون الأمني، لتشمل علاقات عالية المستوى في المجالات الثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة وغيرها. إلّا أنّ التعاون الفرنسي اللبناني في الميدان الأمني، المتمحوِر حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة والحماية المدنيّة، الّذي تعزّزه الدورات التدريبية والهِبات من المعدّات، هو تعاون فريد وشامل أيضًا".
وأوضح اللواء عثمان "أنّني عندما أتحدّث عن تعاوننا، أتحدّث عن طابعه الفريد لأنّه أَسهم في توفير المعارف والمهارات الفرنسيّة من قِبل مجموعة متميّزة من المهنيّين وإعادة تكييفها مع النظام اللبناني". وركّز على أنّ "علاوةً على ذلك، يأتي مفهوم الاستدامة ليُضاف إلى هذا الطابع الفريد للعلاقات، لأنّ مهمّات التعاون تؤمّن تبادلًا دائمًا، ما يسمح لمؤسّساتنا بالتفاعل في ما بينها وتبادل المعلومات القيّمة في مختلف المجالات. أذكر على سبيل المثال الدورات التدريبيّة في مجال المفاوضات والمراقبة ومكافحة الإرهاب الموفّرة لصالح مفرزة الـ"SWAT" ومكتب البحث والتحقيق (BRI) في شعبة المعلومات ومكتب البحث والتدخل (BRI) في الشرطة القضائية، الّتي لطالما حقّقت نتائج إيجابيّة".
وأكّد أنّ "مؤسّستنا كانت دومًا على قدر التطلّعات الوطنيّة والعالميّة، بحيث نجحت في حماية مواطنينا وتحقيق الأمن على الأراضي اللبنانية، على الرغم من الطابع المعقّد للتهديدات وتنامي أعمال العنف. هذا وشكّلت استراتيجيّة قوى الأمن الداخلي الجديدة، العامل الرئيسي وراء هذا النجاح الوطني، نظرًا لأنها تعزّز عمليّات الوقاية الاستباقيّة، وتسهم في الاستفادة إلى أقصى حدّ ممكن من المعلومات، كما وتضع التعاون في صلب أولويّاتها وتجعل من خدمة المواطن جوهر عمل رجال الشرطة".
كما ذكر أنّ "بالنسبة إلى السنوات المقبلة، إنّ احتياجاتنا متعدّدة ومتنوّعة ومحدَّدة جيّدًا وفق خطّة استراتيجيّة خماسيّة، حيث ستكون مساهمة فرنسا فيها من أكثر المساهمات سخاءً كما عهدناها"، متوجّهًا بالشكر إلى فرنسا على "ما توظّفه من استثمارات مميّزة لصالح لبنان، من خلال المهام والأنشطة المتعدّدة الّتي توضع سنويًّا، بغية تعزيز عمل قوى الأمن الداخلي اللبنانية بهدف دعم السّلطات في بناء لبنان الغد".
وتوجّه عثمان أيضًا بالشكر إلى جهاز الأمن الداخلي في السفارة الفرنسية، على "ما يوفّره من مواكبة ومتابعة يوميّة، وعلى العمل الضّخم الّذي ينجزه لصالح قوى الأمن الداخلي"، شاكرًا عناصر قوى الأمن الداخلي كافّة على اختلاف رتبهم، "الّذين أَظهروا مثالًا يُحتَذى به في الخدمة وفي التضحية الّتي لا مثيل لها في هذه الأوقات الصعبة الّتي يشهدها وطننا الحبيب من تاريخ لبنان".