منذ سنة ولبنان والعالم يئنان على وقع انتشار فيروس كورونا. إقفال تلو الآخر، أرقام الاصابات ترتفع. حركة إقتصادية شبه معدومة... وطبعاً المشهد منذ عام ليس كما كان من قبل، فكورونا غيّرت عاداتنا وتقاليدنا وأجبرتنا على تغيير نمط حياتنا...
في الشتاء الماضي، دقّ وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن ناقوس الخطر، معلناً أنه لا يجب أن نتجاوز الخمسة عشر الف إصابة في لبنان لأنّ وضع المستشفيات لا يسمح بذلك، حالياً وصلنا إلى مئة وعشرة آلاف والعدد يتصاعد، في وقت وصلنا من البنك الدولي أربعين مليون دولار، كمساعدة لمواجهة هذا الفايروس.
في العاشر تشرين الثاني الجاري، إتخذ مجلس الدفاع الاعلى قراراً بإقفال البلاد مع استئثناء بعض القطاعات، لإراحة الطاقم الطبي وتجهيز المستشفيات لاستيعاب المرضى المصابين بالوباء. وفي هذا الاطار تشرح مصادر وزارة الصحة عن "وجود شقين للإقفال: الأول مرتبط بتخفيض عدد الارقام المصابة بفيروس كورونا، بهدف توفير قدرة استيعاب المستشفيات للأعداد، أما الثاني فهو مرتبط بوزارة الصحّة وتجهيز المستشفيات بالاسرّة وغرف العناية الفائقة".
بدوره، يلفت الاخصائي في الاسعاف الميداني والطبّ وادارة الكوارث الطبيب جبران قرنعوني إلى أنه "منذ البداية كنت ضد الاقفال لأننا وبإدارة الكوارث علينا أن ننظر إلى الفيروس وتداعياته على الأوضاع الاقتصادية لا الصحّية فقط"، مؤكداً في نفس الوقت أن "إنخفاض الأعداد لا يتمّ خلال 14 يوماً، بل علينا أن ننتظر شهراً على الأقل لنصل إلى نتيجة"، مشددا على أنه "بعلم الأوبئة نستغلّ الفترة التي فيها أقلّ نسبة إصابات لنجهّز المستشفيات بمعدّات وأسرّة وندرّب الطاقم الطبي، فماذا فعلنا من شباط الماضي حتّى اليوم"؟.
في هذا الإطار، تلفت مصادر وزارة الصحة الى أننا "كنا في السابق قد تحدثنا عن الاقفال، وأشرنا إلى أنه خلال تلك الفترة سنقوم بتجهيز 56 غرفة في العناية الفائقة، ولكن وحتى يوم الإثنين جهّزنا 70 غرفة أو سرير، وهذا مكلف جداً لأن كلفة السرير مع الآلات تصل إلى مئة ألف دولار، لما تتضمنه من معدّات وآلات تنفّس تبلغ قيمة الواحدة حوالي 35 ألف دولار". في حين أن قرنعوني يعتبر أنه "من شباط الماضي إلى اليوم كان يجب أن نكون قد جهّزنا حوالي 300 سرير وأجهزة انعاش، خصوصاً وأنه حسابياً كلّ شخص يقوم بنقل العدوى إلى ثلاثة أشخاص".
ويضيف قرنعوني: "نسمع باستمرار عن موجة ثانية من "الكورونا" ولكن ما يحصل فعلياً في لبنان هو أن هناك أعداداً تراكمية"، لافتاً إلى أن "نسبة الاصابات ترتفع ولم تنخفض في أيّ يوم"، مؤكّداً أن "ما كان صالحاً بالأمس لم يعد ممكناً اليوم، لا سيّما أنّ وضعنا الاقتصادي لا يسمح لنا بالاقفال".
حالياً لبنان وصل إلى عتبة 110000 اصابة والأعداد تتصاعد تدريجيًّا، ما يعني وجود فشل في إدارة الأزَمة أو أنّ أرقام الأصابات غير صحيحة... وحتى تبيان الحقيقة هل ستبقى "كورونا" لغزاً؟!.