اشار بهاء الحريري الى انه "من المستحيل على هذه الطبقة التي سقطت سياسياً واقتصادياً وفشلت فشلاً ذريعاً في إيصال الخدمات للشعب اللبناني بكل معنى الكلمة أن تؤمن الاستقرار وتستقطب الثقة من جانب المجتمع العربي والدولي، فقد أصبحنا في عزلة دولية. هذه المنظومة جعلت لبنان في وضع انهيار اقتصادي ومالي كامل، والشعب لن يسكت عن هذا الموضوع، علينا تنظيم البيت الداخلي وبعدها ستكون الانطلاقة للتغيير، وما يهمّنا أن ترحل هذه المنظومة وعليها الاعتراف بالفشل والجلوس جانباً وأن تكون هناك فرصة لحكومة تكنوقراط تبصر النور، وبعدها من الضروري أن تمشي هذه الحكومة بالتعديلات الدستورية التي يحتاجها البلد لإخراج لبنان من المحاصصة، وتحوّل لبنان إلى دولة حديثة وتضع خطة اقتصادية متكاملة لخروج لبنان من أزمته. هذا الفشل الذريع الذي أوصلوا البلد إليه أي حكومة تحترم نفسها تستقيل وتقعد جانباً".
واكد بهاء في حديث الى "القدس العربي" بانه لا يحق لهذه المنظومة أن تكون مسؤولة عن التشكيل، لقد رأينا أداء على مدى 15 سنة ولم نرَ أي نتائج لهذا الأداء. كان البلد بألف خير في عام 2004 وبعدها رأينا البلد يتجه من سيئ إلى أسوأ، ومن لم يستطع مرة أولى وثانية وثالثة الوصول إلى نتيجة عليه أن يعترف ويقول لا قدرة لنا، وعلينا أن نمنح الفرصة لشخصيات قادرة من خارج هذه المنظومة لاسترجاع الثقة بلبنان ووضع البلد ضمن خارطة اقتصادية لاخراجه من الهاوية. اضاف قائلا "نحن لا نعتبر حزب الله شيعياً بل نعتبره حزباً إيرانياً، الشيعة لهم دور كامل في البلد وهم ليسوا بأقلية بل طائفة كبيرة وطبعاً سيكون لها دور كامل ومتكامل في مستقبل البلد، وموضوع أن يكون السنّي ضد الشيعي هذا مرفوض كلياً، أما حزب الله فيسير وفقاً لأجندة ايرانية وهذا مرفوض كلياً".
واعتبر بهاء الحريري بان لبنان لم يتعرّض لعقوبات اقتصادية إنما الاشخاص تعرّضوا لهذه العقوبات، والعقوبات على اي دولة تخنقها مثلما حصل مع ايران حيث إختنقت عملتها خلافاً للوضع في لبنان الذي هو مفتعل وناتج من إنعدام الادارة. ولدى لبنان مقومات تتمثّل بالمغتربين في الخارج والسياحة ونظام المصارف والطبابة والتعليم، وكل هذه المقوّمات والقدرات التي لدى لبنان دمّروها على مدى 15 سنة، كيف استطاعوا تدمير هذه الامبراطورية؟ وهذه المسؤولية تقع على الموجودين حالياً في السلطة وهذا فشل أكثر من ذريع.
ولفت الى انه من الواضح أن تعيينات الرئيس جو بايدن هي وسطية وليست تعيينات يسارية، طبعاً لن يكون يمينياً متطرّفاً لأنه ليس ترامب ولكن لن يكون رهينة القوة اليسارية. إنما تعيينات بايدن لن تكون متناقضة مع المؤسسات الأميركية. ومجلس الشيوخ من الواضح أنه سيكون جمهورياً. وتاريخ الانسان مهم وعندما يكون شخص على مدى 40 سنة وسطياً لا يستطيع القول الآن إنه يساري، ثم هو إختار ساندي ماكين زوجة جون ماكين التي هي جمهورية في الفريق الانتقالي. ومخطئ من يعتقد أنه سيكون هناك شيك على بياض.
واعتبر بانه علينا احترام دول الخليج التي كان لوالدي رفيق علاقات مميزة معها، طبعاً نحن نؤمن بالحياد، وإنما هناك خصوصية للدول العربية وللخليج، ولبنان هو في حضن الدول العربية، وهذا أمر أساسي وعلينا ألا نقبل بوجود أحد داخل لبنان يحوّله إلى منبر لمهاجمة هذه الدول الكريمة التي أعطتنا الكثير من مساعدات إلى توفير فرص عمل للمغتربين اللبنانيين الذين يعملون لديها، ولولاهم لكانت لدينا مشكلة كبيرة، ولا نتحدث عن ألف أو ألفين بل عن مئات الألوف الذين يعملون في الخليج. فلا يجوز التعرّض لهذه الدول، واللبنانيون الذين يعملون في هذه الدول يشتغلون من عميق قلوبهم، ومن الضروري والاساسي أن تكون علاقتنا بإخواننا الخليجيين والعرب جيدة جداً.
واعلن بهاء الحريري انه وفي الشهر الأول من السنة المقبلة سنطلق مشروعاً متكاملاً للشعب اللبناني، هو مشروع للبلد، أين نحن؟ وكيف سيصل البلد إلى برّ الأمان؟ هذا المشروع سنطرحه بتفاصيله حول كيفية إخراج لبنان من أزمته، وهذا الامر لم يعد شخصياً. والانسان لا يفكّر بنفسه بل ببلده وبشعبه، وقد أعطانا رفيق الحريري الكثير وعاش وإستشهد لبلده. الموضوع الشخصي لم يعد مهماً، البلد في أزمة ضخمة. وعلينا أن نكون جميعاً يداً واحدة مسيحيين ومسلمين. وأتكلم هنا عن السنّي والشيعي والدرزي والماروني والاورثوذكسي لندخل بمشروع متكامل عابر للطوائف نعرضه لأخواننا العرب وللمجتمع الدولي ولنقول لهم هذا هو المشروع الذي نريده والذي يوصل البلد إلى شاطىء الأمان.
وعن التواصل مع بعض الأحزاب اللبنانية، قال "كل الافرقاء الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه من فشل كيف سنتواصل معهم؟ نحن لن نحكم على أحد لأننا لسنا بصدد القيام بثورة بلشفية، في دولة القانون الإنسان بريء حتى تثبت عدم براءته، نحن لن نحكم على إنسان أنه مذنب إنما من الواضح أن مَن كان في الحكم طيلة هذه السنوات عليه مسؤولية عن الفشل في البلد".
وعن طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري قانون انتخاب جديد يقوم على لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي، اعتبر بهاء الحريري انه "يمكن للرئيس بري أن يقترح ما يريد إنما في آخر النهار الثورة ستنظّم نفسها وستدخل في مشروع موحّد وهي ستكون صاحبة القرار. له الحق في أن يقول هذا الكلام إنما كل طرف له رأيه، إلا أن مخططنا يختلف كلياً وسنكون واضحين بالكلام إما آخر السنة لأننا لا ننام ليلاً نهاراً لانجاز مشروعنا، أو في الاسابيع الاولى من السنة الجديدة. والمشكلة ليست فقط قانون انتخاب بل أكبر من ذلك هي مشكلة اقتصاد وليرة وتضخّم ولقمة عيش اللبناني وأدوية وحاجات أولّية".
وبالنسبة الى طمأنة المسيحيين من طغيان العددية على التعددية، اكد ان "الامر واضح بالنسبة الينا، وكما قال رفيق رحمة الله عليه، نحن أوقفنا العدّ بمعنى نص بنص نحن وأحباؤنا المسيحيون، ونصف لبنان لا يمكنه أن يكون إلا مع المكوّن المسيحي، وهذا موضوع المثالثة لا يمكننا القبول به والخروج على اتفاق الطائف، فهذه اتفاقية مبرمة ومتفق عليها اقليمياً ودولياً لا نخرج عنها لا من قريب ولا من بعيد".
اضاف "نعتبر الآن أن الطائف معطّل لأن ثلاثة أرباعه لم يُنفّذ من اللامركزية الادارية واستقلالية القضاء وفصل الدين عن السلطة التنفيذية وإنشاء مجلس الشيوخ، ومازالت المحاصصة موجودة. لذلك الاتفاق معطّل وأنت تعرف أنه بموجب الطائف على كل الميليشيات تسليم سلاحها وهذا لم يُنفّذ، لذلك علينا تنفيذ الطائف ومن الاستحالة جمع اللبنانيين حالياً والقول لهم نريد اتفاقاً جديداً. وأنا شخصياً في هذا المجال لديّ اقتراح تعديل مهم، فبعد الطائف باتت لدينا 4 رئاسات رئاسة مجلس الشيوخ ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.أي رئيس من هؤلاء الرؤساء لا يمكنه البقاء أكثر من ولايتين، هذا ليس وارداً في الطائف ولا يمكنك عرضه الآن إنما في وقت لاحق، وهذا يتطابق مع النظام الفرنسي 5 سنوات ب 5 أو مع النظام الأميركي 4 بـ 4 .هذا أمر جيّد فلا يمكنك أن تبقى مؤبّداً تبقى ولايتين وبعدها ترحل إلى بيتك".
وتابع قائلا "لا أرى حرباً أهلية، واذا نظّمنا وضعنا وبيتنا الداخلي بمشروع متكامل وتوكّلنا على الله ووضعنا يداً بيد بعض مسيحيين ومسلمين وأظهرنا للمجتمع الدولي ولأخواننا العرب إستعدادنا للقيام بما علينا فعله في الداخل، طبعاً لا يمكننا القيام بكل شيء، عندها يساعدنا إخواننا الخليجيون والمجتمع الدولي ويزول الخطر عن لبنان بمعنى انهياره كلياً". وتابع قائلا "نحن لا نقبل فقط مشروع الحياد إنما نثني على مشروع غبطة البطريرك الراعي لأنه أمر أساسي من ضمن التزام لبنان بالقضايا بالعرببة كونه عضو في الجامعة العربية ومعروف وفاؤه للعروبة".