ايرانياً تعد عملية اغتيال رئيس مؤسسة «البحث والتطوير» في وزارة الدفاع الإيرانية العالم محسن فخري زاده ضربة قاسية جديدة لطهران بعد 11 شهراً تقريباً على إغتيال اللواء قاسم سليماني والذي اعاد خلط الاوراق امنياً وعسكرياً في المنطقة، وذلك بما يملك زاده من مكانة كبيرة في النظام الايراني وتطوره النووي والصاروخي والتسلحي ونظراً لدوره الفاعل والحاسم في مساهمته بجعل ايران بلدا نوويا ومن الدول التي تمتلك ترسانة صاروخية بالستية وارض ـ ارض وارض ـ جو ومنظومة دفاع جوي وبحري غير مسبوقة في المنطقة. وذلك وفق ما تؤكد اوساط في محور المقاومة لـ«الديار».
وتقول الاوساط ان الصراع الاميركي ـ الايراني لم يتوقف منذ انتصار الثورة الاسلامية في العام 1979 والجهد الامني والاستخباراتي والسيبراني ناشط وفي ارفع مستوياته بين اجهزة مخابرات البلدين ولا سيما منذ الغاء الاتفاق النووي واغتيال سليماني. وتكشف ان هناك عمليات ضخمة وامنية كبرى اجهضتها المخابرات والاجهزة الامنية الايرانية وخصوصاً بعد عمليات «نطنز» وغيرها من التفجيرات والحرائق وحوادث التخريب الغامضة.
وتشير الى ان العديد من المحاولات افشلها الايرانيون كما ضبطت اسلحة ومتفجرات ومجموعات تخريبية في اكثر من منطقة في ايران. كما تم القبض على شبكات في سوريا والعراق وهدفها اساسي وواحد وهو تنشيط «ماكينة اغتيال» ستشمل بالدرجة الاولى علماء الذرة والتطوير الصاروخي كذلك المسؤولين عن التكنولوجيا الرقمية والادمغة الالكترونية في العراق وسوريا وايران خصوصاً.
وتشير الاوساط الى ان الردع الذي مارسه محور المقاومة ضد تهديدات الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في الاسبوعين الماضيين، ومشفوعاً بتشجيع من العدو الاسرائيلي وتحريض من بعض الانظمة الخليجية وجدية التهديدات بصد العدوان ورد الصاع صاعين وفوراً وبالتزامن مع ضغط اميركي من اللوبي الاقتصادية والمالي والسياسي داخل الولايات المتحدة قد فرمل اي ضربة عسكرية او حماقة لترامب حيث يرفض الداخل الاميركي اي مغامرة او تحميل فاتورة باهظة لاميركا والادارة الاميركية الجديدة من إدارة راحلة وخلال فترة إنتقالية لا تتعدى الشهرين.
وفي هذا السياق تكشف الاوساط ان كل محور المقاومة كان قد اتخذ تدابير استنثائية امنية وعزز حراسات مكاتبه وغير خريطة تحركه وتدابيره وقلل من تحركات مسؤوليه الامنيين والعسكريين وحتى القيادات السياسية والحزبية البارزة يتم التعاطي مع امنها باعلى مستوى من التدابير التي يمكن القيام بها.
ومنذ اغتيال اللواء سليماني يتخذ الايرانيون اعلى درجات الحيطة والحذر لتنقلات مسؤوليه داخل ايران وخارجها، ورغم ذلك احتمال الخرق واسع في اي بقعة في الارض ويمكن لاي جهاز مخابرات محترف ان يستغل غلطة او نصف غلطة ليقوم بأي اغتيال لذلك احتمال الخرق التكنولوجي والبشري والامني واجهزة الاتصال والتجسس وارد بأي لحظة وفي اي منطقة في ايران وخارجها باستثناء بعض النقاط العالية الحساسية والتي لا يمكن الوصول اليها.
وتشير الاوساط الى ان قيادات امنية وعسكرية في المقاومة و«حزب الله» ايضاً هي قيد الملاحقة والمتابعة الاسرائيلية والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله هو احد اهم الاهداف للعدو ومنذ العام 2006 موضوع على لائحة الاغتيال لديه ولكن لا يمكن الوصول اليه والاجراءات المتخذة لا تشبه اي اجراءات معروفة في اهم الدول امناً وتحصيناً.
فاحتمال الاغتيال يوازي احتمال اي ضربة اسرائيلية جوية او صاروخية او عدوان واسع، وتضع الاوساط الاخبار عن محاولة لاغتيال السيد نصرالله في الايام الماضية في خانة التهويل واحباط جمهور المقاومة وتيئيسه في مقابل استجلاب ردة فعل ايرانية على اغتيال عالمها العسكري والنووي.
ففي مقابل زيادة الاستنفار لدى محور المقاومة في ايران والعراق وسوريا ولبنان، سيكون هناك عمل امني واستخباراتياً لاحباط اي عملية اغتيال وقد يكون الرد على اي عملية امنياً ومماثلاً ولكن الرد العسكري الواسع على غرار ضربة قاعدة «عين الاسد» في العراق مؤجل ايرانياً حتى تتسلم ادارة جو بايدن زمام السلطة وساعتها لكل حادث حديث.