أكد مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، أن "قدرة إيران على استبدال العالم النووي البارز محسن فخري زاده بشخص بنفس المكانة شبه مستحيلة"، لافتاً إلى أن "زاده لعب دورا محوريا في برنامج الأسلحة النووية السري لطهران".
وأوضح يدلين أنه "ما من شك في أنه كان المصدر الأساسي للسلطة والمعرفة وتنظيم هذا البرنامج"، مشدداً على أن "البرنامج النووي الإيراني يسير في مسارين: الأول علني، ويعنى بإنتاج مواد انشطارية تدعي طهران أنها للاستخدام المدني، والآخر سري مخصص لأغراض إنتاج الأسلحة النووية".
وحول القيمة العملية لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، أشار يدلين إلى أن "هناك مدرستين مختلفتين، الأولى ترى بضرورة قطع رؤوس البرنامج النووي لإحداث ضرر دائم لخططه، والذي أثبت نجاحه على الدوام، والآخر يقول إن هناك بديلا لكل من يتم اغتيالهم فالمقابر مليئة بأشخاص كان يعتقد أنه يستحيل استبدالهم".
ولفت إلى أن "مكانة فخري زاده بالنسبة لبرامج إيران النووي تشبه ما مثله الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية بالعراق في كانون الثاني الماضي، وكذلك عماد مغنية، أحد قادة "حزب الله" السابقين الذي قتل في 2008. وهؤلاء أشخاص يمكن استبدالهم بأشخاص خلفا لهم، لكن لا مجال لاستبدال قدراتهم ومعارفهم وقيادتهم وضلوعهم في توجيه الجهود الاستراتيجية".
وأوضح أن إيران شرعت، خلال العقود الثلاث الماضية، في تبني استراتيجيتين، الأولى "توسيع هيمنتها في الشرق الأوسط من خلال تأسيس وجودها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، والثاني هو محاولة إنتاج أسلحة نووية سرا حتى لا تثير معارضة دولية". وشدد على أن "هذه الجهود قادها قاسم سليماني ومحسن فخري زاده، ولا يوجد شك في أن الإيرانيين يعانون من غيابهما عن الساحة".