أشار عضو بلدية بيروت سليمان جابر، إلى أن "بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، تولّى الجيش اللبناني مسألة الإحصاء والكشف عن الأضرار"، لافتًا إلى أنّ "البلديّة اطّلعت على الملفّات، ولكن لا يوجد لدينا آليّة لمساعدة الناس، فبحسب قانون الموازنة لا يمكن للبلديّة تقديم الدعم للجمعيّات".
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح جابر أنّ "في ظلّ هذه العوائق، وجدنا أنفسنا مضطرّين لإجراء مناقصات، وقد حضّرنا 10 مناقصات لصرف مبلغ 50 مليار ليرة، وللأسف 6 منها لم يتقدّم عليها أي متعهّد لأسباب قد يكون لها علاقة بسعر صرف الدولار وعدم وجود رأسمال لدى المتعهّد. أمّا المناقصات المتبقّية، فهي الآن في ديوان المحاسبة وتخضع للروتين الإداري المعهود في لبنان".
وشدّد جابر على أنّ "البلديّة رصدت هذا المبلغ لمساعدة أهالي بيروت، ولكن ما يحول دون صرفها هو عدم وجود آليّة قانونية لذلك"، معتبرًا أنّ "الوضع داخل البلديّة غير مريح، وقد تقدّمت بكتاب إلى المجلس البلدي وطرحت نقاطًا عدّة تساهم في مساعدة المتضرّرين، ومنها الطلب من وزير الداخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي إعطاء استثناء للبلديّة، يخوّلها دعم الناس بشكل مباشر أو عبر الجمعيّات، وإمّا تقديم المبلغ إلى الجيش اللبناني الّذي يملك "الداتا" اللّازمة حتّى يُصار إلى توزيع الأموال على المستحقّين".
وأكّد أنّ "رئيس البلدية جمال عيتاني يدعم هذا المقترح، خصوصًا بعدما حصل في ملف المناقصات"، مبيّنًا أنّه "في حال تمّ السير به، يمكن تشكيل لجنة للإشراف على توزيع المساعدات بشكل شفّاف".
وعن اتّهام بعض النوّاب لبلدية بيروت بأنّها مستقيلة من واجبها، ركّز على أنّ "المجلس البلدي يملك المال ولديه النيّة للمساعدة، ولكن نتمنّى على النوّاب معالجة مسألة الروتين الإداري، من خلال معالجة قانون البلديّات بدل تقديم النظريّات"، موضحًا أنّ "أعضاء البلديّة الـ24 لا يمكنهم صرف 200 ألف ليرة بدون سلوك الروتين الإداري".
وحول مطالبة البعض بتقسيم بلدية المدينة، أعلن جابر "أنّه يؤيّد هذا الطرح، إذا كان يحسّن المناطق فيها"، مشيرًا إلى أنّ "العمل في بيروت معقّد، وهذا الموضوع قابل للنقاش"، ومشدّدًا على أنّ "من حقّ أهالي بيروت تحميل المسؤوليّة للجميع، ولكن أؤكّد أنّ عدوّنا الأوّل هو الروتين الإداري، ومهما تغيّر الأشخاص لن تتغيّر النتيجة إذا بقيت آليّات العمل على حالها".
كما توجّه بالشكر إلى أجهزة البلدية كافّة على "عملها الشاق طيلة الفترة الماضية، فمع التساقط الغزير للأمطار في الأيّام الماضية، غرقت شوارع لبنان، بينما الوضع في بيروت كان جيّدًا رغم تخوّفنا من تسرّب بعض الردميّات إلى الأقنية والمجاري، وكل ذلك بفضل المتابعة الحثيثة للعمل".
وفي الختام، كشف جابر أنّ "العلاقة مع محافظ بيروت القاضي مروان عبود جيّدة جدًّا، وهو شخص مميّز وقانوني بامتياز وقريب من الناس، ولكن الظروف عاكسته، فمنذ تسلّمه لمهامه واجه مشاكل كبيرة في موضوع انتشار فيروس "كورونا"، ومن بعدها انفجار المرفأ"، مؤكّدًا أنّ "عبود يتعامل بطريقة إنسانيّة، وهو حريص بشكل كبير على أموال البلديّة".