بلورت القمتان اللتان عقدهما رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمس الأول، مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، تنسيق موقف فلسطيني - أردني - مصري، لدعم رؤية الرئيس «أبو مازن» لعقد مُؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
وبحث الخطوات الواجب اتخاذها لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، بعد ما تعرّضت له منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قبل 4 سنوات، ومن ثم إعلانه «صفقة القرن» ومُندرجاتها، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، خاصة في ظل نتائج الانتخابات الأميركية وفوز المُرشح «الديمقراطي» جو بايدن، وتوقعات بأن تتعامل الإدارة الأميركية بشكل إيجابي وبنّاء مع الملف الفلسطيني خلال الفترة المُقبلة.
والتأكيد على أن لا تسوية من دون تطبيق القرارات الدولية والالتزام بالمرجعيات الشرعية.
فقد عُقدت أمس الاثنين، قمّة بين الرئيسين عباس والسيسي في القاهرة، بهدف التشاور بشأن مُجمل التطورات على الساحة الفلسطينية، وجملة من القضايا ذات الاهتمام المُشترك.
حضر اللقاء: عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، رئيس جهاز المُخابرات العامة اللواء ماجد فرج وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح.
وعن الجانب المصري: وزير الخارجية سامح شكري، مُدير المُخابرات المصرية اللواء عباس كامل والناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية باسم راضي.
أشاد الرئيس عباس، خلال الاجتماع، بـ «مواقف جمهورية مصر العربية ودورها في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وأهمية الاستمرار بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل».
من جانبه، أكد الرئيس المصري «استمرار مصر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حتى نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المُستقلة، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن القضية الفلسطينية ستظل أولوية في السياسة المصرية ودعم مصر الكامل للمواقف والاختيارات الفلسطينية تجاه التسوية السياسية».
وقال المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان أصدره عقب اللقاء: «إن الرئيس السيسي أكد استمرار مصر في بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية».
وشدد على أن «المرحلة الحالية تتطلب التكاتف وتكثيف كافة الجهود العربية من أجل استئناف مُفاوضات عملية السلام».
وجرى خلال اللقاء التوافق على مُواصلة التشاور والتنسيق المُكثف بين الرئيسين من أجل مُتابعة ما سيتم من خطوات خلال الفترة المُقبلة، سعياً نحو حلحلة الوضع الراهن، بالعودة إلى مسار المُفاوضات.
كما شهد اللقاء استعراض الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة، وأوضح الرئيس السيسي أن «التحرّكات المصرية دائماً ما تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية للقطاع».
وأكد أن «مصر مُستمرة في جهودها لإتمام عملية المُصالحة وتحقيق توافق سياسي في إطار رؤية مُوحّدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني».
وكان الرئيس عباس، قد وصل مساء أمس الأول (الأحد)، إلى مصر في زيارة رسمية، قادماً من المملكة الأردنية الهاشمية، حيث التقى الملك عبدالله الثاني.
واستقبل الرئيس الفلسطيني في مقر إقامته في القاهرة، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، ووزير خارجية مصر سامح شكري، وأطلعهما على آخر المُستجدات المُتعلقة بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى الجهود المبذولة سياسياً ودبلوماسياً لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني.
وأوضح الأمين العام المُساعد في جامعة الدول العربية حسام زكي أن «الرئيس عباس، تحدّث بشكل واضح وصريح حول الوضع العام الإقليمي والدولي، ونتائج الانتخابات الأميركية، وتأثيرها على الوضع الفلسطيني، وما هو المطلوب من جامعة الدول العربية، تجاه الوضع الفلسطيني، واحتمالاته المُستقبلية».
وأكد على «موقف الجامعة العربية، الدائم والثابت، تجاه القضية الفلسطينية، بأنه لا تسوية من دون الالتزام بالمرجعيات الشرعية والدولية المُتفق عليها، كذلك الاتفاقات المُوقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأي خروج عن هذه الثوابت لن تُرحب به الجامعة ولن تُقرّه».
وأعرب زكي عن أمله في أن «تعقد الجامعة العربية قمّتها في آذار/مارس المُقبل مُباشرة، وأن تكون جائحة «كورونا» مُنتهية ليتمكن الجميع من الحضور، واللقاء مُباشرة».
إلى ذلك، تلقى الرئيس عباس، برقية دعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمُناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأكد الرئيس بوتين في برقيته، أن بلاده «كانت ولا تزال تدعو من أجل تنفيذ الحقوق المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولة مُستقلة قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع جيرانها، ورحب بالجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة وعادلة وطويلة الأمد للصراع الشرق أوسطي على أساس الشرعية الدولية».
وكرّر الرئيس الروسي تأييد بلاده لـ «النهج الهادف إلى استئناف الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي المُباشر، وتهيئة الظروف للمصالح الفصائلية»، مُشدداً على «سعي الجانب الروسي نحو الاستمرار في تطوير العلاقات الودية مع دولة فلسطين، وتوطيد التعاون الثنائي البنّاء في مُختلف المجالات».
وشدّد الرئيس بوتين على «إننا مُستعدون لمُواصلة تقديم العون لشركائنا الفلسطينيين في حل القضايا المُلحة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية ومُواجهة جائحة كورونا».