ليست التعبئة العامة والإجراءات الوقائية من تفشي فيروس كورونا هي السبب الوحيد الذي دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دعوة المجلس الأعلى للدفاع لإجتماع يعقد بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري.
صحيح أن إجراءات التعبئة العامة تتطلب إجتماعاً ومتابعة أكثر من دقيقة نظراً للوضع الصحي الذي تعاني منه البلاد، وصحيح اننا في وضع أكثر من حرج بعدما لم تعط فترة الإقفال التي دامت لأسبوعين النتيجة المنتظرة لناحية تخفيض عدد الإصابات اليومية، غير ان السبب الحقيقي الذي سرّع في الدعوة لعقد إجتماع للمجلس الاعلى للدفاع هو التحذيرات الأمنية التي ترددت في الآونة الأخيرة حول إحتمال حصول أحداث وإشكالات تهز الوضع الأمني ومن ضمنها ما جاء على لسان بعض السياسيين عن إحتمال وقوع إغتيالات لشخصيات سياسية. وبحسب المعلومات، يريد رئيس الجمهورية الإطلاع من قادة الأجهزة العسكرية والامنية على التقارير التي بحوزتهم وعلى حقيقة ما تردد من معلومات عن خلايا إرهابية نائمة قد تستغل الوضع الذي يعاني منه لبنان للتحرك وإشعال نار الفتنة كما حصل مع خلية كفتون وما تبع جريمتها التي سقط ضحيتها 3 شبان من البلدة، من مواجهات بين القوة الضاربة في شعبة المعلومات ومجموعة وادي خالد الإرهابية اعادت عقارب الساعة أمنياً سنوات الى الوراء، وتحديداً الى ما قبل معركة تحرير الجرود وما سبقها من تفجيرات إرهابية ومن احداث أمنية في الشارع.
كل ما يمكن إتخاذه من إجراءات أمنية يجب إتخاذها في هذه المرحلة يقول مسؤول امني بارز، أولاً لأننا في شهر عيدي الميلاد ورأس السنة، وعادة في كل شهر كانون الأول من كل عام تتخذ إجراءات أمنية إستثنائية لمنع تسجيل أي خرق أمني، وثانياً لأن الإنهيار الإقتصادي والمالي في لبنان قد يشكل بالنسبة الى الخلايا النائمة الوقت المناسب للتحرك ولزعزعة الأمن. المسؤول الأمني نفسه لا يقلل من أهمية الإشكال الذي وقع في الجامعة اليسوعية على خلفية الإنتخابات الطالبية بين مناصري القوات اللبنانية وحزب الله، ويقول "لقد حسمنا هذا الإشكال بسرعة منعاً لتطوره لأن الوضع الأمني لا يحتمل أبداً إشكالات كهذه يتم فيها التحريض طائفياً ومذهبياً وتسقط فيها دماء بسبب إنتخابات طالبية".
أضف الى الوضع الأمني، ستحضر على طاولة المجلس الاعلى للدفاع كيفية مواجهة فيروس كورونا في الفترة المتبقية التي تفصلنا عن وصول اللقاح الى لبنان، وهنا لا يستبعد مصدر متابع لإجتماعات لجنة كورونا ان يتم اللجوء مرة جديدة الى إقفال البلد لأسبوعين، ولكن بعد الأعياد كي لا تعلو أصوات التجّار، كيف لا والمسؤولون في لبنان قد سمعوا توصية منظمة الصحة العالمية القائلة بضرورة إقفال لبنان بشكل تام ولمدة تتراوح بين 4 و6 أسابيع لمحاصرة إنتشار وباء كورونا.
إذاً بين الفيروس والتحذيرات الأمنية يتوزع جدول أعمال إجتماع المجلس الاعلى للدفاع، أضف الى هذين البندين، يحضر أيضاً ما يحكى عن إحتمال عودة التحركات الشعبية ضد المصارف ورفع الدعم عن المواد الغذائية والمحروقات. كلها ملفات تحتاج الى خطة أمنية للمواجهة وإلا...