ليست هي المرة الاولى التي يقع فيها إشكال بين طلاب الجامعات في لبنان قبيل وخلال وربما بعد اعلان نتائج الانتخابات الطالبية ومجالس فروع الطلاب في الجامعات الرسمية والخاصة على كثرتها وتعددها المناطقي والطائفي.
وتؤكد اوساط "التعبئة التربوية" في "حزب الله" لـ"الديار" ان من حق اي طالب مهما كان دينه او طائفته او مذهبه او توجهه السياسي، ان يكون في اي جامعة طالما انه ملتزم بالقوانين في الجامعة ومحترم. ولا يثير نعرات طائفية او مذهبية او يخالف اي قانون مرعي الاجراء او يمس السلم الاهلي. وبالتالي من حق اي طالب شيعي او مسيحي او درزي او علوي او سني ان يتسجل في اي كلية جامعية وفي اي منطقة على الاراضي اللبنانية.
وتقول الاوساط ان الحرب على الطلاب الشيعة في الجامعة اليسوعية من قبل "القوات اللبنانية" ليس جديدة وعمرها من عمر وجود الطلاب الشيعة في كل كليات العلم اينما كانت.
وتشير الى ان هذا العام هناك حملة مركزة وغير مسبوقة على "التيار الوطني الحر" وعلى تحالفه مع "حزب الله" وعلى استعمال مصطلحات "الغرباء" وان للطلاب الشيعة وخصوصاً المؤيدين لـ"حزب الله" اجندات مختلفة عن المجتمع المسيحي.
وتسأل الاوساط: الا يدفع الطلاب الشيعة اقساطهم، ويدرسون بكل احترام وانتاجية ومنهم عشرات المتفوقين والمميزين؟ فهل صار الانتماء السياسي تهمة؟ وهل صار الشيعي "غريباً" في المجتمع المسيحي؟ واليس الشيعي لبنانياً بقدر المسيحي؟ واليس للجامعة "اليسوعية" رسالة ودور وطني وجامع ووحدوي بين اللبنانيين؟ اليس لها فروع في كل لبنان؟ وبالتالي تحويل اي تنافس طالبي طبيعي يحصل عند كل انتخابات طالبية وكل عام ولا يخلو الامر بين "تزريك" وشحن على خلفية التنافس الى طائفي غير مقبول، في المقابل ليس للامر عند "حزب الله" و"حركة امل" وكل طلاب 8 آذار من الشيعة اي خلفية طائفية بل هم عرضة للاستفزاز كما يتعرض التحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". اذ تمعن "القوات" في تحويل كل تفصيل لبناني صغير الى معركة سياسية وحزبية وطائفية وفاشلة في نهاية الامر. وهناك محاولة ايضاً للنيل من "التيار" لانه متحالف مع "الغرباء" ويفرض اجندات مختلفة عن اجندة "القوات".
وتشرح الاوساط ان ما جرى امس هو امتداد لما جرى امس الاول ومن السخافة القول ان الطلاب الشيعة هم من افتعلوا الاشكال لكونه مخالف للمنطق. فهل يعقل ان يفتعل طالب اشكال في منطقة تدعي "القوات" انها مسيحية و"مطوبة" بالكامل لها كالاشرفية؟
وتكشف الاوساط ان وفق الافادات التي أدلى بها طلاب خلال التحقيق في المخفر انهم تعرضوا لكمين من رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية شربل مينا ومعه 50 شاباً وكانوا يسيرون قرب الجامعة وبعد يوم كامل من الشتائم الاستفزازات وحاولوا تجنب اي احتكاك مع مينا ومن معه لكنهم اصروا على التحرش بهم.
فقام احد الشبان من الطلاب الشيعة بالتصفيق بعد كا مل تعرضوا له كل اليوم الانتخابي والمعروف ان الانتخابات تجري على ثلاثة ايام وقد انتهت امس.
فما كان الا ان وقعت الواقعة وقام الطلاب الشيعة وقتها بالدفاع عن انفسهم وامتنعوا عن اتهام "القوات" بالشروع بالقتل كما فعل القواتيون امس بل اكدوا احتفاظهم بحق الدفاع عن النفس وما قاموا به امس الاول كان دفاعاً مشروعاً عن النفس بعدما تكاثروا على الطلاب وحاولوا ضربهم وتكسيرهم.
وتتابع : ما جرى امس ايضاً مبرمج وممنهج وبعد 3 ايام من الهجوم والسباب والشتائم وحملات طائفية على الطلاب و"حزب الله" والسلاح والتحريض اتى اشكال امس ليكون ردة فعل ومن ذيول امس الاول وليس محضراً او مبرمجاً بل اتى كردة فعل على استمرار الاستفزاز وخصوصاً ان طلاب "القوات" يحددون لطلاب من اين يدخلون ومن اي مخارج. اما الحديث عن استقدام طلاب من خارج الجامعة للمشاركة في اشكال الامس فهو للتعمية عما جرى ولا تأكيدات على ذلك.
وتشير الاوساط الى ان توقيف 3 طلاب من حلفاء "التيار" و"حزب الله" على خلفية الاشكال وادعاء "القوات" بالشروع بالقتل في مقابل عدم ادعاء الطرف الآخر مع احتفاظه بحق الادعاء والدفاع عن النفس. ذلك يؤكد وجود النية بتحويل الاشكال الطالبي الى شخصي وسياسي وطائفي ومراد تأجيجه اكثر. لذلك سيكون هناك معالجات صحيحة له وتحصيل حقوق كل من التعرض للاعتداء من حلفاء "التيار" و"حزب الله" بالطرق القانونية ووضع حد لهذه الممارسات.
وتكشف الاوساط ان هناك تقدماً للائحة "التيار الوطني الحر" التي يدعمها طلاب 8 آذار بما فيهم طلاب "الثنائي الشيعي" ولا سيما في مجمعي الهندسة وادارة الاعمال بعد حسم التمريض بالتزكية له في حين الكليات الاخرى التي لم يترشح فيها "التيار" حسمت بالتزكية للطرف الآخر وليس كما يدعي هو انه ربحها!
في المقابل تشير معلومات لـ"الديار" الى ان هناك ما يقارب 15 طالب في مجمعات اليسوعية في كل لبنان ولكن ثقل تواجد الطلاب هو في مجمعات بيروت الخمسة حوالي 13500 وطالب علماً ان عدد الطلاب الشيعة في "اليسوعية" يبلغ 17 في المئة من مجمل الطلاب في الجامعة وهو رقم ليس صغيراً.
كما تلفت الى هناك 240 مقعداً ولا يترشح "حزب الله" بإسمه او بإسم "الشيعة" بل يدعم لائحة "التيار" كي لا يتم استثماره سياسياً وطائفياً لذلك كل المزاعم الاخرى باطلة وهدفها سياسي وطائفي بحت.