أثّر إنتشار فيروس "كورونا" بشكل كبير على اللبنانيين ووصلت تداعياته الى القطاع التعليمي الذي ومنذ شباط الماضي يعاني الأمرّين ما بين الإقفال وإعادة الفتح، وبين إعتماد هذا أو ذاك، أو حتى اللجوء الى التعليم المدمج يبقى مصير التلاميذ في مهبّ الريح!.
الأسبوع الماضي أعلن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب أن المدارس ستفتح أبوابها على أن يتمّ العودة الى التعليم المدمج الذي يجمع بين الحضور والتعلّم عن بعد، في حين بدا التخبّط واضحًابين من يريد التعلّم في المدارس عبر الحضور ومن يريد التعلّم الكترونيًّا الى حين وصول لقاح فيروس كورونا.
نظام التربية
مع بداية الأسبوع أرسلت كلّ مدرسة الى طلابها على أي أساس ستستمرّ في التعليم. وهنا أشارت مديرة الارشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري الى أنه "في التعليم الرسمي سيعتمد التعليم المدمج، وقد تواصلنا مع القائمقام ومع البلدية ولم نفتح المدارس التي فيها عدد اصابات كبير"، لافتة الى أنه "وبالنسبة للمدارس الخاصة فقد أوضح وزير التربية طارق المجذوب بأن لا مشكلة لدينا في المدارس التي تريد اعتماد نظام التعلم عن بعد حتى العام الجديد ولكن سنصدر في هذا السياق نظام تقييم معيّن للتلاميذ". بدوره أمين عام إتحاد المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار أشار عبر "النشرة" الى أننا "طالبنا وزارة التربية أن يكون هناك مرونة في التعاطي مع التعليم الخاص، أيّ أن ليس كلّ شيء يطبّق على التعليم الرسمي يمكن أن يطبّق على التعليم الخاص".
قرارات متفاوتة
"المدارس الكاثوليكيّة يهمّها الأفضل ولهذا لا يمكن أن نأخذ قرارات عموميّة فيها". هذا ما يؤكّده الأب عازار، لافتا الى أن "بعض المدارس الكاثوليكيّة لديها إصابات بصفوف المعلّمين أو بين التلاميذ، أو حتى إن المنطقة التي تقع ضمن نطاقها المدارس فيها العديد من الإصابات، لذا ارتأت بعضها أن تستمرّ في تأمين التعلّم عن بعد حتى بداية العام الجديد". بدوره رئيس إتحاد لجان الأهل في المدارس الكاثوليكية ريشار مرعب شدد عبر "النشرة" على ضرورة الإستمرار في منهاج التعلّم عن بعد لأنّ الخطر في المدرسة كبير، والمشكلة الثانية أنه وفي حال أصيب طفل في الصفّ فإن كلّ المجموعة ستضطرّ الى اجراء فحوصات PCR وهذه تتضمّن كلفة عالية وهي ربما أكبر من قدرة الأهل".
لتشريع التعليم عن بعد
بدوره يطلق الأب عازار صرخة، ويطالب الدولة ووزارة التربية أن "تأخذ موقفاً من التعلّم عن بعد، فإمّا له قيمة أو لا، وبالتّالي يجب على وزارة التربية أن تقول إن التعلّم عن بعد كما التعلّم الحضوري سيكون له نتائج على التلميذ، ويؤخذ بعين الاعتبار ليقيّم التلميذ وعلى أساسه، ويرفّع الى صف جديد". في حين أنهيلدا خوري أكدت أن "لا توجه أبداً لإلغاء الإمتحانات الرسميّة هذا العام"، مشيرة الى أن "تقييم التلميذ حسب نظام التعليم عن بعد يحتاج الى مرسوم، ولننتظر فإما يصدر عن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة أو تصدره الحكومة الجديدة".
يعود ريشار مرعب ليشدّد على ضرورة مراقبة إجراءات الوقاية في كلّ مدرسة مع وجود تواصل بوزارة التربية لمتابعة المواضيع. أما الاب عازار فيشرح أن هناك معوقات كثيرة للاستمرار في التعليم عن بعد نظراً لوضع الكهرباء والانترنت، لافتا الى أنه "مثلا في مدارس الأرياف والمناطق البعيدة ليس لديهم إمكانيات لشراء آلات الكومبيوتر وغيرها".
في العام الماضي لجأت وزارة التربية الى ترفيع كلّ التلاميذ، فهل تخطو الخطوة هذه السنةأيضًا، أم ستلجأ الى تقييم التلاميذ عبر نظام التعليم عن بعد؟!.