أشارت السفارة البريطانية في لبنان، إلى أنّ "في زيارته الأولى إلى لبنان، حثّ وزير شؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي سياسيّي لبنان على تنفيذ إصلاحات عاجلة، لمنع البلاد من الانزلاق أكثر في الأزمة الاقتصاديّة".
ولفتت في بيان، إلى أنّ "كليفرلي التقى برئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي، رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون"، موضحةً أنّ "زيارته للبنان تأتي في وقت حرج للغاية، وفي ظلّ وضع اقتصادي متدهور واستمرار جائحة "كورونا" فيه، وتزايد أعداد المجتمعات الأكثر ضعفًا".
وذكرت السفارة أنّ "كليفرلي شدّد على الحاجة إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وضرورة إجراء إصلاحات قد طال انتظارها"، مبيّنةً أنّ "في ميناء بيروت، عاين الوزير حجم الدمار الّذي خلّفه انفجار 4 آب واستجابة بريطانيا الفوريّة له، الّتي فاقت 30 مليون دولار من المساعدات والانتشار السريع لفرق بريطانيّة متخصّصة في المجالات الإنسانيّة والعسكريّة والطبيّة، وإرسال سفينة "صاحبة الجلالة إنتربرايز" للمساعدة في جهود التعافي".
وأفادت بأنّ "في ختام زيارته، قال كليفرلي: "لقد شعرت بالتواضع أمام قوّة اللبنانيّين الّذين التقيت بهم خلال زيارتي، وشجاعتهم بالرغم من الأوقات الصعبة جدًّا الّتي يواجهون. ستستمر بريطانيا والمجتمع الدولي في دعم الشعب اللبناني، بما في ذلك أولئك الأكثر ضعفًا. لكن هذا وحده لا يكفي، وعلى القادة اللبنانيّين التحرّك الآن لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصاديّة شاملة. وشدّد على أنّ شعب لبنان يستحقّ مستقبلًا أفضل. المساءلة والشفافيّة وتحمّل المسؤوليّة أمور أساسيّة لنهوض لبنان من جديد".
كما نوّهت السفارة إلى أنّ "الوزير التقى عائلات لبنانيّة تلقّت دعمًا من بريطانيا في أعقاب الانفجار، من بينها نساء دُمّرت منازلهن ونساء عانَين من إصابات غيّرت حياتهن. كما التقى ببعض الشركات الصغيرة من ضمن الـ150 شركة الّتي تدعمها بريطانيا لإعادة بناء مؤسّساتها بعد الانفجار. وزار برج المراقبة لفوج الحدود البريّة الأوّل في الشمال - وهو مشروع لأمن الحدود تدعمه بريطانيا، الّذي يساعد في الحفاظ على أمن الحدود اللبنانية. بريطانيا شريكة فخورة للجيش اللبناني -المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان".
وأعلنت أنّ "في طرابلس، التقى مجموعات شبابيّة من جبل محسن وباب التبانة - بدعم من جمعية مارش - تعمل على إعادة بناء المجتمعات الّتي دمّرها الصراع وتقوية الروابط بينها وتحسين الحياة وتوسيع آفاق المستقبل. كما اطّلع على برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP) المموّل من بريطانيا في المنطقة مع جمعية "مارش" ومركز "Restart" لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب ودعم الشباب المعرّضين للخطر، ومساعدة المحكومين السابقين في العودة إلى سوق العمل. سيخلق البرنامج 1300 فرصة عمل وسيساعد في دعم الاقتصاد اللبناني المليء بالتحديات".
إلى ذلك، أوضحت السفارة أنّ "في إطار دعم بريطانيا لمبادرة "لا لضياع جيل" لخلق فرص تعليميّة، التقى كليفرلي مجموعةً من الفتيات والفتيان، وسمع عن الأثر الإيجابي للتعليم على حياتهم حتى الآن. وأعلن دعم بريطانيا بمبلغ يفوق 28 مليون دولار من أجل نجاح البرنامج الّذي يدعم الأطفال المعرّضين لخطر عمالة الأطفال والزواج المبكر والعنف الجنسي. يأتي هذا الإعلان قبل القمة العالميّة للتعليم الّتي تستضيفها بريطانيا العام المقبل، الّتي ستحثّ قادة العالم على الاستثمار في إدخال الأطفال في جميع أنحاء العالم إلى المدارس لإعادة البناء بشكل أفضل من بعد فيروس كورونا".
وشدّدت على أنّ "الدعم البريطاني يساعد برنامج الغذاء العالمي في دعم الأسر السورية - الّتي يعيش 88% منها الآن فقرًا مدقعًا- من أجل تلبية الاحتياجات الأساسيّة منها الغذاء والمأوى، في ظلّ احتدام الأزمة السورية. وقد استمع الوزير مباشرةً من العائلات حول تأثير مساهمة الدعم البريطاني في تأمين المساعدة لهم". ولفتت إلى أنّ "زيارة كليفرلي إلى لبنان تأتي بعد أن زار العراق، حيث ناقش القضايا الإقليميّة منها جائحة فيروس "كورونا" والأمن".