أكّد وزير الخارجية البحرينية، عبداللطيف الزياني، أنّ "أمن الشرق الأوسط ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن العالمي لمدّة سبعين عامًا، وهو ارتباط ازداد قوّةً في الآونة الأخيرة"، مشيرًا إلى أنّ "أحد الأسباب الّتي دفعت البحرين إلى إطلاق حوارات المنامة منذ أكثر من عقد، هو إدراكها أنّ الأمن الإقليمي لا يمكن معالجته بشكل فعّال إلّا كجزء لا يتجزّأ من الأمن العالمي، وأنّ هناك حاجة لم تتمّ تلبيتها لجمع صانعي القرار من الدول داخل وخارج المنطقة".
وركّز في كلمته أمام مؤتمر حوار المنامة في دورته السادسة عشرة، على أنّ "من الضروري فهم كلا المنظورين بشكل كامل: أن تتمكّن دول المنطقة من التعرّف على مصالح ودوافع الجهات الخارجيّة، بينما يمكن للمجتمع الدولي الأوسع فهم تصوّرات وتحدّيات أولئك الموجودين في الشرق الأوسط، حيث لا يوجد اليوم تقريبًا أي جانب من جوانب الأمن في الشرق الأوسط لا يمسّ الأمن العالمي الأوسع، سواء كان التهديد ناتجًا عن نشاط الدول الخبيثة، أو النزاعات الّتي لم يتمّ حلّها، أو الجهات غير الحكوميّة الفاعلة، وسواء كانت الروابط تكنولوجيّة أو لوجستيّة أو أيديولوجيّة؛ فإنّ التحديات الّتي تواجه الأمن الإقليمي يمكن أن تؤثّر بشكل مباشر على العالم الأوسع كما لم يحدث من قبل".
ولفت الزياني إلى أنّ "نتيجةً لذلك، تغيّرت طبيعة الاهتمام الدولي بالأمن الإقليمي بشكل دقيق، فبعد الانتقال من سياسة القوة في الحرب الباردة والحاجة إلى تأمين إمدادات موثوقة من الموارد، ينصبّ التركيز اليوم تمامًا على ضمان أمن الشرق الأوسط واستقراره كمكوّن أساسي للأمن العالمي الشامل".