أكدت رئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، خلال رعايتها الجولة الأولى من حوار الشباب العربي- الياباني، ان "الشباب والشابات مدعوون إلى بناء حضارة جديدة متناسقة مع الإمكانات العلمية والتقنية التي يتيحها لنا عالم اليوم، وقادرة على مواجهة التحديات المعاصرة، أنها حضارة جديدة سوف تكون منبثقة من ثقافاتنا المتنوعة والمتعددة ومع ذلك متميزة عنها، فهي لن تكون حضارة أمة أو شعب بل حضارة يعتبر كل إنسان أنها حضارته بالذات. وأنتن وأنتم المشاركون في هذا اللقاء الحواري الشبابي العربي- الياباني لكم أن تستخلصوا من نقاشاتكم مادة فكرية تستلهمون منها المبادئ والقيّم التي سوف تنمو بالاستناد إليها شخصيتكم، والتي سوف تؤثرون بواسطتها على بيئتكم وتساهمون من خلالها في بناء المستقبل."
ولفتت الى انه "سوف تتناولون في حواركم موضوع الصور النمطية السلبية ضد المرأة وتناقشون مقاربة الأمم المتحدة لموقع المرأة في الأمن والسلام، ومن خلال هذا التبادل الفكري الذي نأمل أن يكون من الممكن أن يستمر في وقت قريب، وجاهياً، سوف تتباحثون بالفعل في معالجة أحد أكثر المعوقات تكبيلاً لتطور المجتمعات. فلا العلم يكفي، ولا القدرة الاقتصادية تكفي ولا حتى القيادة السياسية تكفي لإيجاد مجتمع متطور وسليم، إذا ما ظل الرجال يستفيدون فيه من القدرات العلمية والاقتصادية والسياسية بمعزل عن النساء. إن معالجة مسألة تخلف النساء عن المشاركة في مسار النمو الاقتصادي- الاجتماعي هي من أكثر المعالجات الاجتماعية صعوبة إذ تتطلب أولاً معرفة دقيقة بالمعطيات الموضوعية للواقع المعاش كما تتطلب رصداً للممارسات الفعلية، في العلاقات القائمة بين الرجال والنساء ومن ثم تحديداً للعوامل المؤثرة فيها. ومن المعلوم أن الصور التي يكونها المجتمع عن أي موضوع كان، تؤثر بشكل مباشر على الذهنيات ومن هذه الصور، تلك المكونة لديه عن الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها كل من الرجل والمرأة. وغالباً ما تردد وسائل التناقل الثقافي الشفهية والمكتوبة والمرئية والمسموعة، تربوية أو تعليمية كانت، او أدبية أو فنية، صوراً للأدوار الاجتماعية، تكونت في العصور الغابرة في مجتمعات كانت فيها وسائل الإنتاج الاقتصادية والعمل، كما الروابط الاجتماعية والسياسية، ناهيك بوسائل المواصلات والاتصالات، مختلفة كل الاختلاف عما هي عليه اليوم، وهذا التكرار لتصورات أنتجتها بشكل تراكمي أنماط غابرة من العلاقات الاجتماعية والسياسية، يزيد من ترسيخها في أذهان النساء والرجال المعاصرين على الرغم من بعدها عن الواقع. ومن هذا الشرخ بين الصورة المتوارثة عن أدوار الرجال وأدوار النساء في مجتمعاتهم، وبين واقع الحال المعاش، تتولد التوترات في العلاقات التي قد تصل إلى حدود التخاصم."