يستضيف لبنان أكبر عدد من النازحين السوريين نسبة لعدد سكانه، بعد أن تجاوز عددهم المليون والنصف نازح. وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين يحتم على المجتمع الدولي ان يبادر لتقديم المساعدات المادية والعينية لهم وللدولة المضيفة، كون هذه الدولة غير قادرة حتى لسد احتياجات ابنائها.
الأزمة التي يمر فيها البلد يدفعنا لطرح عدد من الأسئلة: ما هو حجم الأموال التي تدخل إلى البلد وتحديداً للاجئين، وما هو مصيرها؟
وفق معلومات النشرة، يحصل النازحون على بدل تدفئة مع بداية فصل الشتاء قيمته 900 ألف ليرة تقريباً، إضافة لبدل سكن تصل قيمته إلى 500 دولار أميركي شهرياً، ومع انطلاق التعليم عن بعد، يحصل النازحون أيضاً على 50 دولاراً بدل اشتراك انترنت. هذا الواقع، يظهر أن هولاء النازحين يحصلون على مبالغ كبيرة، وبالدولار، مقارنة بالوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه المواطن اللبناني.
من جهة أخرى، كشفت مصادر تلفزيون النشرة ان عدداً كبيراً من النازحين يحصل على هذه المساعدات بالدولار مباشرة من المصارف، في وقت يعجز فيه المواطن عن سحب أمواله التي أفنى حياته لتحصيلها".
في هذا السياق، أوضح موظف بأحد المصارف، عبر تلفزيون النشرة، أن النازحين يحصلون على أموالهم مباشرة من المصارف وحتى عبر الصراف الآلي، في وقت لا يمكن للمواطن اللبناني أن يأخذ دولاراً واحداً.
المشكلة لا تقتصر على ما ذكر فقط. يحصل النازح السوري على تقديمات كتيرة تساعد بشكل أو بآخر على بقائه في لبنان وتجعله لا يفكر أصلاً بالعودة إلى بلده. إضافة إلى ذلك، يعمد بعض النازحين إلى نقل هذه الأموال، وتحديداً العملات الصعبة إلى سوريا، وهذه أزمة أخرى تضاف على مصائب القطاع المالي في لبنان.
كاميرا تلفزيون النشرة توجهت لوزارة الشؤون الإجتماعية وسألت مستشار الوزير عاصم ابي علي عن تقديمات الوزارة للاجئين والمبالغ التي دفعت خلال هذه الأزمة. وأوضح أبي علي أنه "لا يوجد أرقام رسمية عن عدد النازحين في لبنان لأن تسجيلهم توقف في العام 2015، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود قرابة المليون ونصف نازح في لبنان، وبلغت كمية استثمارات الجهات المانحة لهم ما يقارب الـ8.7 مليار دولار منذ العام 2011".
على صعيد آخر، توجهت كاميرا تلفزيون النشرة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCRواستطلعت من المتحدثة باسم المفوضية ليزا ابو خالد عن التقديمات التي تعطيها المفوضية للنازحين. وأوضحت أبو خالد أن "يوجد ما يقارب الـ879000 نازح مسجّل في المفوضية، و48% من هؤلاء يحصلون على مساعدات غذائية تكون نقدية في أغلب الأوقات".
إن وجود هذا العدد الكبير من النازحين، في بلد صغير يكافح من أجل الحفاظ على توازنه واستعادة نموه الاقتصادي، يعتبر مشكلة كبيرة.
وأوضح أبي علي أن النازحين السوريين يحصلون على المساعدات بالليرة اللبنانية، ورغم ان المجتمع الدولي يريد دفع هذه المساعدات بالدولار الا ان الحكومة تُصر على ان تأتي هذه المساعدات في حال كانت بالدولار الى اللبنانيين ايضًا أسوة بمساعدات النازحين.
رغم تأكيدات المسؤولين في هذا الملف أن النازحين السوريين يحصلون على المساعدات بالليرة اللبنانية، بات واضح أمام الجميع أن الحقيقة مخالفة لذلك، وباتت طوابير السوريين أمام آلات الصراف الآلي في المصارف عند بداية كل شهر، كفيلة وحدها لتأكيد أن ما يحصل غير منطقي، ومؤذٍ للاقتصاد اللبناني، كي لا نقل أنه خطة ممنهجة لبقاء هؤلاء النازحين هنا.
ويبقى السؤال، هل المطلوب ان يصبح النازح مواطناً، والمواطن اللبناني مهاجراً باحثاً عن لقمة عيشه؟!
لمتابعة المقابلات الواردة على تلفزيون النشرة، إضغطهنا