أشار رئيس الجبهة الثورية بالسودان الهادي إدريس، إلى أن "السودان ليس استثناء، لأن مسألة التطبيع في محيطنا العربي حديث قديم، وكثير من الشعوب طبعت مع إسرائيل، لأسباب ومصالح مختلفة"، لافتاً إلى أن "علاقتنا الخارجية مفترض أن تبنى على المصالح العليا لبلادنا. لو كانت هناك منافع تعود على السودانيين فمرحبا بها، لكننا نرى أن للشعب الفلسطيني حق الحياة، وإقامة دولته المستقلة بجوار الدولة الإسرائيلية".
وأكد إدريس أنه "بما يتعلق بلمف سد النهضة، فإن الدول الثلاث السودان، ومصر وإثيوبيا تحتاج إلى تسوية شاملة، وحل وسط دون خسارة أي طرف"، مؤكداً أنه "نريد أن تكون التسوية شاملة، وشعوب تلك الدول تحتاج إلى التعايش مع بعضها، خاصة أن لديها تاريخ طويل في العيش المشترك على ضفاف النيل لآلاف السنين".
كما شدد على أن "ملف سد النهضة أمر يهم السودانيين، مثلما يهم دول المصب بما فيها جمهورية مصر العربية، وإثيوبيا"، موضحاً أن "الولايات المتحدة تدخلت كوسيط، والسودان في أغلب الأحيان يأخذ موقف الوسيط بين الطرفين المتنازعين في مسألة سد النهضة".
واعتبر إدريس أن "الاتحاد الإفريقي يتدخل حاليا بقوة، ونتمنى أن تنجح المساعي وتفضي إلى حل مرضي لكل الأطراف"، مشيراً إلى أن "المياه مصدر الحياة ومهمة لكل الدول الثلاث، وأي طرف لديه حق، وكما للإثيوبيين حق في تنمية بلدهم، الآخرين أيضا لديهم حق في الاستفادة من المياه".
وحول القرار المرتقب بشأن رفع اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أكد إدريس أن "الشعب السوداني تضرر كثيرا من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة". وأوضح أنه "بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير أصبحنا لا نرى مبررا لوجود اسم السودان في هذه القائمة، لأنه يتضرر منها كثيرا باعتبار أن كثير من الدول والمؤسسات الدولية تتحاشى التعامل معه".
وأعرب إدريس عن اعتقاده بأنه "بعد توقيعنا على اتفاق السلام في جوبا، فإن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بدؤوا في التصالح والتسامح مع حكومة الفترة الانتقالية". ورأى أن "رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أصبح مسألة وقت، ونرحب بذلك لأنه يساهم بشكل كبير في استقرار السودان، ويساعد على جلب الأموال لتوظيفها في تنفيذ الاتفاق".