رأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية النائب السابق عماد الحوت ان "هناك جهدا حقيقيا من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، ولكنه أسير مجموعة من التجاذبات، ولا يستطيع المغامرة والخروج عن الدعم الدولي، مشيرا الى انه يسعى ولو بالشكل لتأليف حكومة بمواصفات المبادرة الفرنسية، وفي الوقت عينه يسعى لإرضاء القوى السياسية المحلية، لتسهيل عملية التأليف، معتبرا انها بالمضمون ستكون حكومة محاصصة".
وأشار الحوت في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى أنه "للأسف فإن رئيس الجمهورية ميشال عون، يسعى لاستغلال الظروف المتقلبة في المنطقة والانقلاب على اتفاق الطائف بالممارسة، من خلال تجاوز صلاحياته والمطالبة بالتدخل بكل تفاصيل تشكيل الحكومة".
ورأى أيضا ان "هناك أكثر من جهة تؤخر تشكيل الحكومة ولأكثر من سبب، و داخليا هناك من يعاني من تشويه لصورته وفعاليته بسبب العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، ويريد تعزيز حضوره في الحكومة، ليحسن من هذه الصورة، كما ان هناك من يريد حكومة تعينه على تعزيز السيطرة على قرار البلد، وإلا فلتنتظر الحكومة المفاوضات الإقليمية الدولية. وأما خارجيا فهناك الضغوط الأميركية التي تدفع باتجاه تشكيل حكومة من دون حزب الله، متجاهلة أنه في النهاية يمثل شريحة من اللبنانيين"، مؤكدا ان العقوبات الأميركية "زادت من تعقيدات عملية التشكيل، اذ دفعت عددا من الفرقاء السياسيين الى التشدد والرغبة بالتدخل في عملية التشكيل".
وأضاف: "لا أعتقد أن الحريري سيحسم التشكيل قريبا، فهو مضطر لانتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة التي قد تخفف من الضغوط، وبالتالي تدفع لتسهيل التشكيل، على الرغم من أنني من مطالبي الرئيس الحريري بأن يقدم تشكيلته اليوم قبل الغد، فالوضع الاقتصادي والمعيشي لا يحتمل المراوحة الحاصلة، وليتحمل رئيس الجمهورية والقوى السياسية مسؤولية موقفهم".