رغم سوداوية مشهد الحياة السياسية في لبنان، وتشويه كلمة "السياسة" في البلاد بسبب ممارسات بعض الشخصيات، يبقى من حق البعض أن يتم إنصافهم. فرغم شيوع الفساد بين الطبقة التي حكمت ومرّت على السلطة في لبنان، لا بد من التنويه إلى أن بعض هؤلاء، مرّوا في إداراتهم دون ان تثبت أي شبهة فساد بحقهم.
الأمثلة عديدة عن هؤلاء، ولا يمكن الخوض بالأسماء كي لا يُنسى أحد. ومن الأشخاص البارزين في هذا السياق هو قائد الجيش الحالي جوزيف عون، الذي رغم الأزمات العديدة وملفات الفساد التي فتحت في السلك العسكري، لم تتوجه إليه أي تهمة.
مثل آخر يمكن أن يُعطى هو النائب السابق اميل رحمة، الذي لم يرتبط اسمه بأي ملف في هذه الجمهورية. في هذا السياق، أكد النائب السابق إميل رحمه، في حديث لـ"النشرة" أنه "بالعادة النقطة السوداء تظهر بوضوح على الرداء الأبيض، في حين أن النقطة البيضاء على الرداء الأسود تغيب عن النظر، وللأسف هذا واقع الحال في لبنان"، مشيرًا الى أن هناك الكثير من الشخصيات النظيفة والنزيهة توالت على التعاطي في الشأن العام ولا يجوز أن يذهب الصالح بجريرة الطالح من خلال تعميم نظرية "كلن يعني كلن".
ورأى رحمه أن "المعارضة الشريفة لا تظلم "الاوادم" في الدولة خصوصا أن المغريات عُرضت عليهم ورفضوها"، مؤكدًا أن "من حق المنتفضين أن يطالبوا بطاقم جديد للحكم ولكن لا يحق لهم اعتماد نظرية "كلن يعني كلن" وتعميم الفساد على الجميع".
وذكّر رحمه بعبارة لجبران خليل جبران :"لو رأيت الكل يمشي عكسك لا تتردد ، امشي حتى لو أصبحت وحيدا، فالوحدة خير من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك"، معتبرًا أن "من سلك درب الاستقامة في زمن الفساد أرضى نفسه وأظهر مناعة منقطعة النظير".
رحمه الذي توقف عن ممارسة مهنة المحاماة في الماضي خلال توليه مسؤولية حزبية كي لا يقال أنه يستغل موقعه لأخذ دعاوى، أكد رفضه لملاحقة السياسيين في المطاعم والأماكن العامة، موضحًا أنه "التقيت عددًا من الناشطين في احدى المرات وتحاورت معهم بضمير مرتاح، ولو كنت مرتكبًا لما استطعت أن أضع عيني بعيونهم".