تواصل مصر جهودها واتصالاتها المُتعلّقة بالملفات الفلسطينية الداخلية وأيضاً بالتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.
فقد كشفت مصادر موثوق بها لـ"اللـواء"، عن أنّ وفداً من المُخابرات المصرية زار يوم الثلاثاء الماضي قطاع غزّة، والتقى مسؤولين في حركة "حماس"، بعدما كان قد التقى مسؤولين أمنيين إسرائيليين - في زيارة لم يُعلن عنها.
وأشارت المصادر إلى أنّ زيارة الوفد الأمني المصري هي الأولى إلى قطاع غزّة مُنذ 10 أيلول/سبتمبر 2020، حيث أجرى اتصالات على محورين:
1- في ما يتعلّق بالملفات الداخلية الفلسطينية.
2- التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي والملفات المُتعلقة بالأسرى.
وعلى صعيد الملفات الفلسطينية الداخلية، فقد بحث الوفد ما يتعلّق منها بالعلاقات بين مصر وحركة "حماس".
وأيضاً ما يتصل بملف المُصالحة الداخلية، والمساعي الجارية من أجل عقد لقاء بين وفدين من حركة "فتح" و"حماس" في القاهرة، بعد عدم التوصّل إلى نتائج إيجابية خلال اللقاء الأخير الذي جمع وفدي "فتح" برئاسة أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب و"حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، في العاصمة المصرية، يومي 16-17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
وفي هذا الاجتماع أبلغ وفد "حماس" المخابرات المصرية ووفد "فتح" بأنّ قيادة الحركة قرّرت أنْ يتم إجراء الانتخابات، التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتزامن، وهو ما يُعتبر نقيضاً لما جرى التوافق عليه، بين حركتَي "فتح" و"حماس" في لقاء اسطنبول 24 أيلول/سبتمبر 2020، الذي قضى بأنْ يتم إجراء الانتخابات بالتتالي: التشريعية ثم الرئاسية، فالمجلس الوطني.
هذا التغيير أزعج الجانب المصري، حيث أبلغ رئيس جهاز المُخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، الوفدين: "هل يُراد القول بأنّ الحوار نجح في اسطنبول وفشل في القاهرة، هذا الأمر لا نرضى به".
وفي هذا الإطار، عُلِمَ بأنّ وفدين من "فتح" و"حماس" سيزوران القاهرة مُجدّداً لعقد لقاءات، بهدف تذليل العقبات التي برزت.
أما في ما يتعلق بالتهدئة مع الجانب الإسرائيلي، فقد التقى وفد المُخابرات المصرية كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وحمل منهم اقتراحاً جديداً يتعلّق بالتهدئة و"صفقة تبادل الأسرى".
مُباشرة انتقل الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزّة عبر معبر "بيت حانون - إيرز" - شمال القطاع، والتقى نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزّة خليل الحية.
وذُكِرَ أنّ الوفد الأمني المصري بحث مع مسؤولي "حماس" العلاقات بين الجانبين، وما يتعلق بالمُصالحة الفلسطينية، فضلاً عن ملف رفع الحصار عن القطاع، وتثبيت التهدئة مع الاحتلال، وملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، الذين اعتقلتهم خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة بين 8 تموز/يوليو و26 آب/أغسطس 2014، وهما الجنديان: هدار غولدن وشاؤول أرون، وجنديان آخران اعتقلتهما بعد دخولهما إلى القطاع، هما: هشام السيد وأبراهام منغستو.
وما زالت إحدى النقاط الرئيسية التي تحول دون إنجاز عملية التبادل بين الجنود الإسرائيليين الأربعة والأسرى والمُعتقلين في سجون الاحتلال، رفض سلطات الاحتلال إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تتهمهم بأنّ أيديهم تلطّخت بدماء إسرائيليين، وليس كما جرى في "صفقة التبادل" للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مُقابل 1027 أسيراً فلسطينياً أطلقوا على مرحلتين: في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011 و18 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، قبل أنْ يعود الاحتلال ويعتقل عدداً كبيراً من المُفرج عنهم.
وكذلك بحث الوفد المصري زيادة المُستلزمات لمُواجهة جائحة "كورونا" في قطاع غزّة.
تزامنت زيارة الوفد الأمني المصري مع جولة قام بها 48 دبلوماسياً من رؤساء بعثات لدول الاتحاد الأوروبي، الذين يزورون قطاع غزّة للمرّة الأولى مُنذ 4 سنوات، اطلعوا على الواقع المعيشي والطبي، وتفقّدوا مشاريع نفّذها الاتحاد.
وكانت أبرز الزيارات التي قاموا بها إلى "مُستشفى الوبائيات" لمُعالجة المُصابين بفيروس "كورونا"، والذي لم يعد بإمكانه استقبال ومُعالجة المزيد من الإصابات.
ووعد الوفد بالعمل على تأمين مُساعدات طبية وأدوية ضرورية لمُعالجة جائحة "كورونا".