«في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله. وكان الله كلمة كل به كون وبغيره لم يكن شيء مما كون» (انجيل يوحنا)
في الميلاد كلمنا الله بابنه يسوع المسيح
في الميلاد كلمنا الله بابنه الحبيب يسوع المسيح. قال لنا كلمته التي بعدها لم يعد عنده شيء يقوله لنا. في المسيح قال الله لنا كل شيء (القديس يوحنا الصليبي) وقد تمت الرؤى والايحاءات والنبوءات والرموز. الله اعطانا ابنه والابن «هو كلمة الله الاخيرة القاطعة قال لنا كل شيء دفعة واحدة. ولم يعد لديه ما يقوله» (يوحنا الصليبي تساعية عيد الميلاد المجيد، الكسليك 2010 ص25).
الاعمى بلعام
ما قاله الله لنا سابقاً كانت تصريحات مجزأة وايحاءات ونبوءات تحضر لنا التجسد الالهي بنوع كامل في يسوع المسيح الابن. لقد اعطانا الله كل شيء في الابن الذي اليه وحده تتجه انظارنا ونحدق فيه وحده لان الله في الابن يسوع المسيح قال لنا كل شيء واوحى لنا بكل شيء الذي اشير اليه في الرؤى والايحاءات والصور والرموز او بأية وسيلة اخرى للتعبير او للدلالة او كما قال الاعمى بلعام: اراه وليس بقريب واسمعه وليس ببعيد».
في المسيح قال الله لنا كل شيء
الابن هو اذاً كلمة الله الاخيرة القاطعة بتجسده من عذراء هي مريم البتول.
فلا يجب على الانسان ان يفتش عن شيء آخر جديد خارجاً عن يسوع المسيح الابن الاله الذي تجسد لاجل خلاصنا. واليه وحده يجب ان تتجه قلوبنا وانظارنا لانه بيسوع قال الله لنا كل شيء واوحى لنا بكل شيء.
لنسرع لملاقاة النور
لنسرع اذاً الى ملاقاة النور ابن الله الوحيد يسوع المسيح الذي اخذ جسداً مثلنا من البتول مريم العذراء. جاء النور الى العالم فلنخرج من ظلام الموت والخطيئة. فلنخرج من غربتنا عن الله ومن صحرائنا ولنحمل نور مشاعلنا ونسرع اليه لنراه ونسجد له ونرنم كما اسرع الرعاة اليه ليروه وكما اتى الملوك المجوس من الشرق ليسجدوا له وكما رنم الملائكة في السماء قائلين: «المجدد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس الفرح والمسرة».
الله لم يصر ابكم بل صارت كلمته فينا
«هكذا يعلمنا بولس الرسول ان الله صار نوعاً ابكم» (تساعية عيد الميلاد، الكسليك 2010 ص 25 المقطع الاول).
وبالاحرى صرنا نحن التعبير عن كلمته والدلالة عليها بقداستنا. انها انتربولوجية انسان جديد آتية من تيولوجيا الحضور الالهي فينا بعد تجسد يسوع المسيح.
الله ينطق فينا في سلوكنا في حياتنا في كلامنا في تصرفنا في تفكيرنا وفي طريقة علاقتنا مع الناس المبنية على شعورنا بالمحبة والاحترام والبعد عن الكراهية والبغض والعدائية. اي اننا نصبح اناساً «سلاميين» لان سلام الله ومحبته فينا وفي اخوتنا الناس.
يسوع هو النور والسلام
النور الازلي يضيء ظلمة ايامنا لنسرع الى لقائه ونعطي انفسنا «البهاء الذي يوافق هذا اللقاء» كما قال القديس صفرونيوس (+638) جاء النور الى ظلمة هذا العالم المجروح بالخطيئة والموت والشفاء فلنسرع لملاقاة هذا النور الخلاصي الذي يشفينا من معطوبية وجودنا وجرحنا الانتربولوجي الكياني الانتولوجي Onselogique.
لا نكن من الناس الذين احبوا الظلمة على النور. «لان النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه».
النور ينير قلبنا وعقلنا لنقبل سر الله الذي صار انسانا لاجل خلاصنا. ان الله في حبه اللامتناهي اخذ على عاتقه خلاص الانسان الخاطىء وخلاص البشرية واعطانا السلام.
ميلاد المسيح يدشن السلام بين الامم والشعوب.
خاتمة
سر التجسد ينير سر الانسان
سر التجسد ينير سر الانسان وينير سر الحياة التائقة الى السلام. لان يسوع هو السلام من نبع السلام يسوع السلام يسيطر بتوازنه العادل، الخيّر على مجرى تاريخ الايام المرتكز على التآخي بين الشعوب والتعاون والتعاضد بين البشر كأسس للاخلاص والعدل والمحبة والحرية واحترام كرامة الانسان والحق والعدالة لكل شخص بشري دون فرق في الجنس والعرق واللون والبيئة الجغرافية او السياسية.
انها المحبة تسود بين الناس والامم، انها العدالة انه التضامن البشري فلا يموت احد في لامبالاتنا او اهمالنا في المسيح نحن اخوة لجميع الناس. فلنتصالح ولنكسر حواجز العداوة والكراهية ولنكن رسل محبة وسلام لتولد كلمة الله فينا... ليولد المسيح فينا. عيد ميلاد مبارك وسنة ملؤها الخير والسلام.