شارك لبنان في المؤتمر العلمي الدولي الأوّل عن "استراتيجيّات إرساء الاقتصاد الأخضر"، الّذي عُقد في بولندا، افتراضيًّا، بمشاركة 200 أستاذ جامعي من 25 دولة في العالم والاتحاد الأوروبي.
يهدف المؤتمر إلى إرساء الاقتصاد الأخضر - المياه والمواد الخام وتقديم قضيّة تغيّر المناخ وتقديم حلول مبتكرة، تكنولوجيّة وبيئيّة واقتصاديّة واجتماعيّة، يمكن تنفيذها في إطار استراتيجيّات إرساء الاقتصاد الأخضر. كما يهدف إلى توفير منصّة تقدِّم المعرفة المتعدّدة التخصّصات ذات الأهميّة العلميّة والعمليّة العالية، حيث تمكّن المشاركون من مختلف مجالات البيئة أن يَجتمعوا ويتعاونوا، ما أدّى إلى نقل المعرفة والممارسات الجيّدة إلى تسريع تنفيذ استراتيجيّات إرساء الاقتصاد الأخضر، ومن خلال ذلك المساهمة في تحسين جودة البيئة وتحقيق التوازن بين الأنشطة البشريّة والطبيعة.
وأُلقيت في المؤتمر، محاضرات عامّة وخاصّة تناولت آخر المستجدّات في علوم الكيمياء والمياه والمواد الخام، ومساهمة العلوم الكيميائية في التنمية والحفاظ على المناخ والأرض والبيئة.
وقد قدّم الأستاذ في كلية الصحة العامة في لبنان والمعهد العالي للدكتوراة للعلوم والتكنولوجيا ومدير المجموعة الدولية لأبحاث علوم المواد والكيمياء الكهربائية وعلوم البيئة الدكتور احمد المل، ورقة بحث علميّة بعنوان "Circular Economy innovations: the potential solutions in water sector - ابتكارات الاقتصاد الدائري: الحلول الممكنة في قطاع المياه على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط".
وناقشت الورقة مساهمة تغيّر المناخ الّذي ينعكس على التغيّرات في هطول الأمطار ودرجات الحرارة وانتشار الحرائق، بالإضافة إلى الآثار السلبيّة الكبيرة على جودة وتوافر موارد المياه والإنتاج الزراعي وصحّة الإنسان في جميع أنحاء العالم. وأشار المل إلى أنّ "الانتقال إلى الاقتصاد الدائري يمكن أن يخلق أوجه تآزر كبيرة للتبنّي الواسع لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي كمصدر بديل للمياه الجوفية، لذلك يبحث هذا العرض التقديمي في الفرص مع التحوّل إلى الاقتصاد الدائري باستخدام نظام مبتكر لمعالجة مياه الصرف الصحّي، وكذلك إعادة استخدام مياه الصرف في الزراعة، ويؤكّد أنّ الري يوفّر آفاقًا حقيقيّةً لاستعادة المياه العادمة على نطاق واسع، ما يساعد على تقليل العجز والحفاظ على موارد المياه لدول حوض الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجيّة الزراعيّة".
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، ترأس المل مع مجموعة من الأساتذة من جامعة غدانسك للتكنولوجيا- بولندا، جلسة بعنوان "مواد مبتكرة لمستقبل مستدام"، علمًا أنّ الجلسة تضمّنت تقديم 10 محاضرين لأوراق بحثيّة وعروض تقديميّة.