رأى الوزير السابق مروان شربل، في حديث إلى "النشرة"، ان "الوضع الامني في لبنان حالياً مقبول"، مشيراً الى ان "52% من الشعب اللبناني يقع تحت درجة الصفر، مع العلم انه لدينا معدلات مرتفعة من البطالة والجوع والهجرة، اضافة الى الاشخاص الذين تركوا اعمالهم واغلقوا المؤسسات التجارية، ولكن يبقى حالياً الوضع تحت السيطرة".
وشدّد على ان "لبنان في اصعب مرحلة بتاريخه، وهذه الفترة تمتد من تاريخ اليوم حتّى 20 كانون الثاني المقبل، وهذا الامر مرتبط بالتغيّر الحاصل في الادارة الاميركية، ويجب الانتباه الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليس راضيا عن وصول منافسه الديمقراطي جو بايدن إلى السلطة، ولن يسلم مقاليد السلطة بسهولة كما يعتقد البعض، بل سيعمد الى توريطه بالمشاكل والعقبات لكي يفشل عهده القادم". وأوضح "انّنا هنا نتخوف من ردات فعل ترامب، فقد يقدم على تنفيذ ضربات على ايران كما هدد سابقا، وربما قد يقدم على اغتيال شخصيات بارزة ومهمة؛ وانا شخصياً اخاف على بعض رؤساء الاحزاب في لبنان".
وعلى الصعيد الامني اللبناني، لفت شربل الى ان "فترة الأعياد المجيدة يجب أن تمر بهدوء وحذر، والاجهزة الامنية بكل فروعها حاضرة وجاهزة ومستنفرة، فالوضع الاقتصادي الصعب يحتم علينا التفكير بامور غير قانونية وصعبة، وكل الاجهزة الامنية تشدد على ان خلال هذه السنة حصلت عمليات كبيرة من السرقة والسطو المسلح وسرقة السيارات، والسبب الاساسي هو الوضع المعيشي الصعب الذي نمر به. لذا هذه الفترة صعبة جداً على الجميع"، متسائلاً "اذا نفذ ترامب ما وعد به او ما سُرب عنه في الصحافة الاميركية، فكيف ستنتهي القصة؟، وكيف سترد ايران؟ لذا لا احد في هذا العالم يعلم مدى وكيفية الرد الايراني، ولكن اهم شيء هو الحذر".
وعن تحقيقات المرفأ والاستدعاءات التي قام بها المحقق العدلي القاضي فادي صوان، أوضح ان "اهم النقاط في هذا التحقيق هي معرفة كيفية دخول نيترات الأمونيوم، ومعرفة الشخص الذي ادخلها ووجهة استخدامها، وكيفية دفع ثمنها، ومَن اغرق الباخرة في السنوات الماضية؛ وهذه الامور اهم من معرفة المسؤول عن الاهمال والتقصير لانها توضح لنا العديد من الامور المبهمة وغير الواضحة". وأعرب عن أسفه لوقوف كل طائفة خلف الشخصية التابعة لها، وهذا الامر يؤثر على القضاء ويجعل القاضي في حالة تردد شبه دائم اذا فكر باستدعاء اي مسؤول كبير ومهم"، مبيناً ان "القاضي صوان ارتكب خطأ كبيرا يتمثل بعدم استماعه الى كل الوزارء المعنيين ورؤساء الحكومات السابقين كشهود، ولا يوجد اي شيء يمنع من الاستماع الى رئيس الجمهورية، ولكن لا احد يمكنه الادعاء عليه سوى مجلس النواب، ويجب علينا الانتظار ريثما ينتهي التحقيق".
وأكد شربل "وجود مؤامرة كبيرة وواضحة لتجويع الشعب اللبناني، وهذا الامر بدأ منذ مؤتمرات دعم لبنان التي اقيمت سابقا، فهي كانت تهدف الى تفليس البلد، لحين وضع خيار واحد على الطاولة وهو اما الموت جوعاً او الذهاب بمسار تطبيع العلاقات مع اسرائيل"، مبديا أسفه الشديد "لأن المسؤولين اللبنانيين ساروا بهذه المؤامرة"، مشدداً على ان "الولايات المتحدة الأميركية تنظر الى لبنان بعين اسرائيلية وليس لبنانية".
وعن المعلومات التي سُربت عن انزال لكومندوس اسرائيلي في منطقة الجية، ذكر ان "هذه القوات اتت الى لبنان من اجل تنفيذ استطلاع او كمين، والخوف الكبير هو من تكرار هكذا نوع من العمليات، فالأجهزة الأمنية لا يمكنها ان تغطي كل الاراضي اللبنانية، وليس مستبعداً ان يكون الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، هو الهدف الثاني بعد اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده". ولفت إلى أنّ "حزب الله" يعتمد اسلوب البراغماتية، وهو لا يعمل "على القطعة" بل يدرس الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي، قبل الإقدام على اي خطوة، واعتقد انه لن يدخل في اي جولة حرب مقبلة، ولكن اذا فُرضت عليه فهو لن يسكت وسيقف الجيش اللبناني والشعب الى جانبه".