نقولا حداد
ستحاول مدينة زحلة، بدءاً من اليوم، أن تتغلب على كل المآسي التي خلفتها سنة 2020 بالغناء والترنيم للميلاد. وستصدح أصوات جوقات زحلة من كنائسها القديمة، من ضمن نشاط "زحلة ترنم" الذي تنظمه بلدية زحلة – معلقة وتعنايل بالتعاون مع هذه الجوقات والكنائسها. الإحتفالية التي ستمتد على مدى ستة أيام متنقلة بين كنيسة وأخرى وحي وآخر، يتعاون في إنجاحها أيضا الجمعيات الكشفية التي سيشارك كل منها على طريقته في إشاعة اجواء الميلاد.
التحضيرات لليوم الأول إكتملت، والمقاعد حجزت كلها، خصوصا أن التوصيات حازمة، بالحفاظ على مبدأ التباعد الإجتماعي، حفاظا على سلامة الزحليين التواقين لهذه الاجواء في مدينتهم، وأربع جوقات ستحيي ريسيتالات اليوم الأول في ثلاث كنائس.
تبدأ الفعاليات من كنيسة سيدة الزلزلة الشاهدة على أحداث تاريخية عرفتها مدينة زحلة منذ نشأتها في القرن الثامن عشر، حيث ستحيي الأمسية جوقة أبرشية زحلة للروم الأرثوذكس. وفي هذا الإطار يقول الاب جورج المعلوف قائد الجوقة أن "أهمية الحدث الذي نظمته البلدية أنها نفخت جوا من الحماس، سمح بسماع أصوات الكورالات وحماسها للأنشطة الميلادية وخصوصا الترانيم"، مشيراً إلى "أننا نعلم أنه بغض النظر عن تقديم كل جوقة للون وطقس معين، ولكنها كلها أصوات تسبح الرب وكلما كثرت هذه الأصوات، كلما ترأف الله بشعبه. فبنفس التوقيت سيكون لدينا كل يوم ثلاث أو أربع ريسيتالات، صلاتنا أن يستجيب الله لهذه الحياة التي إنبعثت في الكنائس فيرفع الضيق والبلاء والأزمات والشرور عن بلدنا".
جوقة أبرشية زحلة للروم الأرثوذكس التي ترنم بطريقة إحترافية، تضم جيلا جديدا من المرنمين تتراوح أعمارهم بين ال 15 و18 سنة، يتقنون الموسيقى البيزنطية، ولديهم حماسا كبيرا للترنيم. وهي ستحيي أيضا ريسيتالات أخرى في كنيسة مار نقولا بـ 19 كانون الأول، وفي كنيسة مار أنطونيوس للروم الارثوذكس في المعلقة بـ 20 كانون الأول.
الى كاتدرائية سيدة النجاة، المبنية ما بين 1846 – 1856، يحيي الأمسية هنا معهد شادي ريا الذي سيكون له ريسيتالات أيضا في 22 كانون بكنيسة قلب يسوع لراهبات القلبين الأقدسين و23 منه في كنيسة القديسة بربارة، مع الحرص على تنوع البرامج وإختلافها بين كنيسة واخرى. ريبرتوار معهد شادي ريا واسع جدا، ويضم نحو 50 عازفا مع مغنين، ما يسمح له بالتنويع بين الطقوس البيرنطية السريانية والمارونية بالإضافة الى تقديم الأغاني الوطنية. علما أن كل ريسيتال سيتضمن كل هذا التنوع إنما مع أغنيات مختلفة.
أوضح ريا أن "الكآبة باتت سمة مشتركة عند كل اللبنانيين وبالتالي هذه الريسيتالات شكلت متنفسا لها لتفرح ولو قليلا، وسنحرص على تقديم أغاني الفرح".
أما الريسيتال الثالث فسيكون في كنيسة مار يوسف الأنطونية المتجذرة بتاريخ المدينة منذ القرن الثامن عشر. حيث سيتشارك بإحياء الريسيتال جوقة مار يوسف الأنطونية بقيادة شربل عقيقي مع كورال عنقود بقيادة روزي غره.
ستقدم جوقة مار يوسف الانطونية الأغاني الميلادية والتراتيل بالطقس السرياني والطقس البيزنطيني مع مقاطع من البوليفوني والأوبيرا. وسيكون لهذه الجوقة ريسيتال أخر في كنيسة مار الياس المخلصية بـ 21 كانون الجاري، حيث يقول عقيقي أن الوقت سيكون متسعا أكثر لغناء السولو الذي يؤديه كل من مرنميها الان ابو نكد، شربل عقيقي، وكريستين زينو.
تتشارك جوقة الأنطونية الريسيتال مع كورال "عنقود". وكما بات معلوما غناء كورال عنقود يكون وفق تقنية A cappella مما يعني بحسب روزي غره قائدة الجوقة أن "الضغط على الأصوات وليس على الآلات الموسيقية، فيكون لكل مرنم موقعا، وهناك مواقع للكل، ونحن بالتالي نتعلم كثيرا العمل كجماعة".
ستشارك عنقود بأعضاء الكورال القديمين والمبتدئين، وستحاول إظهار جمال الآداء الجماعي والأصوات. ووفقا لغره برنامجنا منوع من أغنيات وتراتيل دينية وغير دينية للميلاد وهناك لفتة خاصة ببرنامجنا لأمنا مريم العذراء.
وبحسب غره فإن"دعوة البلدية أعطتنا جرعة أمل، خصوصا اننا لم نكن ككورال قد إلتقينا منذ 17 أيلول. ونحن سعداء بأن نرنم في الأنطونية، وأننا سنرتل أيضا في 23 كانون في كنيسة سيدة التعزية عند الآباء اليسوعيين الذين هم من المشجعين العالميين للفن والثقافة"، متمنية أن "تكون الريسيتالات لفتة بركة"، مضيفة "نعتذر من كل الذين إتصلوا ولم يجدوا أماكن، فتوصيات البلدية هي للحفاظ على السلامة العامة وهذا أهم شيء بأيامنا هذه".