اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة "أننا وصلنا الى مرحلة دقيقة وحرجة لم يشهدها لبنان من قبل، حيث كل أبواب الحلول موصدة، والرهان على الوقت أصبح سيفا مصلتاعلى رقاب اللبنانيين وعلى وجودهم ومستقبلهم، لأن كل دقيقة تمضي بدون تلمس مخارج الحلول وابتداع السبل لها، يشكل طعنة في قلب الوطن وصدور اللبنانيين الذين شبعوا وعودا وانتظارا". وقال: "إن اللبنانيين جميعا يدفعون ثمن سياسة التعنت واللامبالاة، والبحث عن الحصص والمكاسب الفئوية، فيما الوطن يتلاشى بين أيدينا".
أضاف في خطبة الجمعة من على منبر مسجد الصفا، "لطالما عانى اللبنانيون من سياسة الإستئثار ووهم الامتيازات وشراهة السلطة، هذه النزعة هي التي أسست في الماضي للإنفجار الاجتماعي السياسي في لبنان، وهناك من يحاول استحضارها واستعادتها، لإطالة أمد المعاناة والواقع المأساوي الذي يرزح تحت كاهله كل اللبنانيين".
ورأى "اننا أمام سياسة خطيرة وممارسة تثير الارتياب لجهة توظيف القانون والمؤسسات الضامنة للإستقرار في خدمة مشروع وفريق وجهة سياسية، بل وأكثر هناك سعي لكسر المحرم عبر تجاوز الدستور والميثاق والإخلال بمبدأ التوازنات الوطنية وهذا شأن خطير وعواقبه وخيمة نحذر منه وندعو الى تداركه".
وأشار إلى أن "لبنان يستصرخ الجميع لمواقف تاريخية تعيد الأمل لأهل الوطن بوطنهم ودولتهم، وهذا يكون بتجاوز الأنانيات الى رحاب المساحة الوطنية الجامعة والمشتركة، ومن يريد وطنا فعليه أن لا ينسى أنه يجب أن يكون هناك شعب وأرض في البداية، واحترام المؤسسات وعدم تسييسها وعلى رأسها القضاء أساس انتظام عمل الدولة. وسينال شرفا كبيرا من يتنازل لصالح وطنه، لأن خيمة الوطن والمؤسسات ضمانة الجميع، وهذا يكون بالإفراج عن الحكومة المرتقبة حكومة كل اللبنانيين، حيث كل واحد فيها، يمثل آمال وطموح الجميع في الخلاص، وللموعظة علينا ان نتذكر ان فرعون تطاول على الذات الالهية فهلك واهلك البلاد والعباد، ومع احترامنا لكل دعم خارجي، فإن المبادرة الأولى تكون من داخلنا، وتنبع من مسؤوليتنا كلبنانيين مؤمنين بلبنان ورسالته".