أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي و"منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف)، أنّ "الانكماش الاقتصادي والتضخّم الحاد وتفشّي وباء "كورونا" المستجد (كوفيد 19) وأخيرًا انفجار مرفأ بيروت، قد دفعت المجتمعات الضعيفة في لبنان -بما في ذلك اللاجئون السوريون- إلى حافة الهاوية".
وبيّنت المنظّمات في دراسة، أنّ "نسبة العائلات اللاجئة السوريّة الّتي باتت تعيش تحت خط الفقر المدقع، بلغت 89 في المئة في العام 2020 مقارنةً مع 55 في المئة العام الماضي"، موضحةً أنّ "تلك العائلات تعيش بأقل من 308,728 ليرة لبنانيّة للشخص الواحد شهريًّا، ما يعادل 205 دولارات وفق سعر الصرف الرسمي ونحو 38 دولارًا وفق سعر السوق السوداء".
وأشارت إلى أنّ "تسعًا من أصل كل عشر أُسر سوريّة لاجئة في لبنان تعيش حاليًّا في فقر مدقع". وذكرت أنّ "الديون المتراكمة على اللاجئين في لبنان، ارتفعت بنسبة 18 في المئة، والسبب الرئيسي للاستدانة هو شراء الطعام"، لافتةً إلى أنّ "أسعار المواد الغذائية في لبنان قد ارتفعت ثلاثة أضعاف تقريبًا منذ شهر تشرين الأوّل 2019، أي زيادة بنسبة نحو 174 في المئة".
كما كشفت أنّ "نصف العائلات السورية، الّتي شملتها الدراسة، تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مقارنةً مع 28 في المئة في العام 2019. وتضاعف كذلك عدد الأسر الّتي تَعتمد على أنظمة غذائيّة غير كافية من 25 في المئة في 2019 إلى 49 في المئة في 2020"، وأفادت بأنّ "تلك العائلات تلجأ إلى طرق عدّة للتكيّف، بينها الزواج المبكر للأطفال وإخراجهم من المدارس أو إرسالهم للعمل".
وركّزت ممثّلة مفوضية اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، على أنّ "وضع اللاجئين السوريين في لبنان يتدهور منذ سنوات، غير أنّ نتائج الدراسة لهذا العام تشكّل مؤشّرًا دراماتيكيًّا على مدى صعوبة الصمود والنجاة بالنسبة لهم"، مشدّدةً على أنّ "اللاجئين يواجهون اليوم أصعب فصل شتاء لهم حتّى هذا التاريخ في لبنان، بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان".