يعتبر عيد الميلاد أحد أهمّ الأعياد المسيحية حيث ولد للبشريّة مخلّص فأحبّ رعيته حتى الموت وخلّصها بصلبه وقيامته. ويترافق هذا العيد مع احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، إضافة لاجتماعات عائلية حول المغارة الميلاديّة وهي الرمز الأساس في روح الميلاد، مع الشجرة الّتي تزيّنها الأنوار وبعض الرموز المسيحيّة. ويترافق ذلك مع تبادل الهدايا وتناول عشاء الميلاد، اضافة الى ما يحمله هذا العيد من رمز للتواضع حيث تأنّس المسيح من العذراء مريم على مزودٍ في بَيْتَ لحم.
ولكن في هذا العام ستختلف حتماً العادات والتقاليد فوباء كورونا الذي ضرب العالم يلقي بثقله على التجمعات الدينية، التي حتماً لن تكون كما في السنوات السابقة، ولكن ستبقى. وهنا يشير الأب شربل الشدياق الى أن "القداديس في الكنائس ستقام بشكل عادي، باستثناء قداس منتصف الليل في عشيّة العيد وسيكون آخر قداس عند الساعة الثامنة والنصف ليلاً مع حضور لا يفوق الـ30% في الكنائس".
ويوضح الأب شدياق أنه "عند الحديث عن عدم إقامة قداس منتصف الليل يجب النظر الى البابا فرنسيس الأول، الذي ينظم قداس منتصف الليل عند الساعة السابعة ونصف مساء الرابع والعشرين من كانون الأول"، مضيفاً أن "البابا أراد من هذه الخطوة إرسال رسالة للعالم أنه وبهذا الظرف الإستثنائي لا داعي للإكتظاظ في الكنائس والمساهمة في نشر الوباء، فمن يصلّي وحتى عبر المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الزمن هو كمّن صلّى في الكنيسة"، ومعتبرا أن "الناس إذا صلّت ثاني يوم العيد أو ثالثه يعتبر أيضاً أيضاً لقاء مع الله".
أما البرفسور الأب يوسف مونّس فيشير الى أن "الناس لا يجب أن تخاف فالإشاعات كثيرة والأحاديث عن التفجيرات والأمراض كبيرة لكن الإيمان أقوى"، معتبرا أن "استعدادنا لولادة يسوع يجب أن يبدأ عبر تحدي كلّ الخوف والمشاركة بالقداسات وزياحات الميلاد، والأهمّ مساعدة بعضنا والمغفرة لبعضنا البعض والمصالحة".
يعود الأب شربل شدياق ليشير الى أنه "عندما ننظر الى الربّ نرى أنه تجسّد وأصبح طفلاً صغيراً وهي دعوة لكلّ شخص لكي يكتسب حسّ التواضع وألا يفتّش عن الكبرياء"، مشددا على أن "بلادنا تدمّرت من جراء كبريائنا، الربّ يقول أنا معكم لا تخافوا المهمّ أن نتكل على الربّ، وقد مررنا بالكثير من الحروب والمجاعات، ورغم ذلك كان هناك بركة تساعدنا على الإنتصار على الظلم".
بدورها مصادر مطلعة لـ"النشرة" كشفت أن "القوى الأمنية ستتخذ الإجراءات الامنية المعتادة حول دور العبادة التي تقوم بها في كلّ عام، على صعيد تأمين الحماية للكنائس"، لافتة الى أنه "سيكون هناك أيضا دوريات باللباس العسكري"، ومشيرة الى "وجود كلام كثير وإشاعات كثيرة عن تخوّف من أحداث يمكن أن تحصل في فترة الميلاد ورأس السنة، ولكن لا معلومات جديّة في هذا الشأن"، ومضيفة "هناك وعي كبير ويقظة تامة لدى الأجهزة الأمنية".
إذاً تقترب فترة الأعياد، وتجسّد يسوع المسيح يذكّرنا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم والله معنا في كلّ مكان وآنٍ وزمان!.