أشار رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "المبادرة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أتت بعدما رأى حالة الجمود تسيطر على الملف الحكومي، وقد قام بسلسلة اتصالات ولقاءات إنطلاقًا من واجبه الوطني لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء المعنيين، وزيارته إلى قصر بعبدا وإستقباله لرئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل تأتي في هذا الإطار".
ولفت أبو كسم إلى أن "البطريرك الراعي لم يجد سببًا واحدًا يستحق التأخير في تشكيل الحكومة، وقد تحدّث بوضوح عن ثلاثة معايير للتشكيل وهي: أن تكون حكومة إختصاصيّين من غير السياسيّين وأن تتوافق مع الميثاق والدستور، وعلى هذا الأساس سيكون اللقاء اليوم بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عسى أن تؤدي مساعي البطريرك للوصول لقناعات مشتركة تفضي إلى تشكيل الحكومة".
وجزم أبو كسم أن "الراعي لا يتدخّل في تسمية الوزراء وتشكيلة الحكومة، وقد أعلن بوضوح في عظة الأحد أن مبادرته شخصية دون طلب من أحد، وبالتالي ما قام به هو للخير العام انطلاقًا من ضميره الوطني، والمطلوب حل المشكلة والوصول إلى حكومة في أسرع وقت ممكن لوضع البلد على سكّة الإنقاذ للخروج من المأزق الذي يعاني منه الشعب اللبناني، والإتّكال بعد الله على حكمة الرئيس عون والحريري"، موضحًا أن "المبادرة الفرنسية تبقى قائمة إلى حين إعلان مُطلقها نهايتها، وحتى الآن لم نسمع من الفرنسيين كلامًا من هذا القبيل".
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، شدّد أبو كسم على أن "اللبنانيين لديهم تخوّفا حقيقيا من تمييع التحقيقات، وكان للبطريرك الراعي صرخة في هذا المجال"، مُعتبرًا "أنّنا يجب ألّا ننسى أن هذا الإنفجار قتل أكثر من 200 ضحية وشرّد آلاف العائلات ودمّر المنازل، وبرأيي أمام هول المشهد والدماء التي نزفت لا يجوز لأحد التدخّل لتغطية أيًّا كان، ومن كان ضميره مرتاحًا يذهب إلى القضاء دون خوف".
من جهة أخرى، تطرّق أبو كسم إلى الإجراءات الصحية التي تتخذها الكنائس في مناسبة الأعياد، مذكرًا بأن "مجلس البطاركة الكاثوليك سبق وأصدر توصيات بضرورة المحافظة على تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي خلال الاحتفال بالقداديس، على ألّا تتعدى نسبة المشاركين 25 بالمئة من القدرة الاستيعابية للكنائس، وقد تم ترك المجال للناس التي لا تريد المشاركة بمتابعة القداديس عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي"، مشدّدًا على أن "الرب لا يرضى بأذيتنا وإذا اتّبعنا الإجراءات المطلوبة وقمنا بحماية بعضنا البعض نرضي الله عنا".
وأكّد أبو كسم أن "لا مشكلة في متابعة الإحتفالات من خلف الشاشات، خصوصًا لكبار السّن ومن يعانون من أمراض مزمنة، كما أن الأبرشيات قسّمت القداديس بشكل يضمن استقبال عدد المشاركين في أوقات مختلفة مع اتّباع التدابير اللازمة كالتعقيم وارتداء الكمامات والتزام التباعد بين الأشخاص، فالربّ أعطانا حكمة كي نكون بسطاء كالحمام وحكماء كالحيّات، ونرى تجاوبًا كبيرًا من الجميع".
وفي الختام، توجّه أبو كسم إلى جميع اللبنانيين بالمعايدة، طالبًا من الرب أن يحمي لبنان من وباء الكورونا ويرحمه في ظل الأزمات التي يعيشها، مؤكدًا أن "الشعب اللبناني تعب من الأزمات المتلاحقة وأصبح على أبواب اليأس، وهذه رسالة إلى جميع المسؤولين كي يُحكّموا ضمائرهم رأفةً باللبنانيين".