كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن أن وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" تسعى لتجنيد كثير من العملاء عبر استغلال مسلسلات وأفلام "نتفليكس" و"هولو" أو عن طريق أفلام الإثارة التلفزيونية الشهيرة.
وخلال الفترة الأخيرة، كثرت الأعمال والأخبار التي تتحدث عن "الموساد"، وذلك بعد عقود من تأسيسه بحسب الصحيفة الأميركية. ورات الصحيفة أن الأفلام المعروضة بنوافذ هذه الشركات تهدف إلى منح الموساد أدوار بطولة ترسخ صورة ذهنية بالغة الإيجابية عن إسرائيل؛ ما يمكن استخبارات الاحتلال من التشبيك مع المتفاعلين مع هكذا صورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير إلى أن الموساد رحب بهذا الانكشاف على الشاشة بدلا من التعتيم؛ لأنه يحتاج إلى المزيد من العملاء، ويحاول الحصول على أفضل وأذكى الجواسيس وأكثرهم موالاة مع التطور السريع للتكنولوجيا العسكرية. ويرتبط هدف الموساد الجديد بمشروع مديره منذ عام 2016 "يوسي كوهين"، وهو حليف مقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يتضمن حملة تجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت، في الحياة الواقعية، برز الموساد عند الحديث عن عمليات خاصة وصعبة، مثل سرقة ملفات سرية عن البرنامج النووي الإيراني منذ سنتين، أو عن اغتيال الرجل الثاني في القاعدة بطهران الصيف الماضي، أو اغتيال العالم النووي الإيراني الذي يعتبر الدعامة الأساسية لبرنامج إيران، محسن فخري زاده الشهر الماضي. وبرز الحديث عن الجهاز أيضاً عبر إنتاجات سينمائية تنتمي لصنف الإثارة، مثل مسلسل "طهران" الذي يعرض على "أبل تي في بلاس" أو مسلسل "الجاسوس" الذي عرض على "نتفليكس" أو "فالس فلاغ"، المسلسل الإسرائيلي الذي عرض أولاً عبر القناة الإسرائيلية الثانية، ثم عبر موقع "هولو".
ونقلت الصحيفة عن جواسيس قدماء عملوا لصالح الوكالة قولهم، إن ردة الفعل جاءت إيجابية إلى حد ما، بعيدة من التشنج، فهي في الواقع بحاجة إلى إطلاق عملية توظيف جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الموساد دخل في تنافس مع شركات تكنولوجية صغيرة، فالشركات الإسرائيلية التي صارت شهيرة عالمياً مثل "وايز" "جي. بي.إس" و"ويكس" "بناء المواقع الإلكترونية" و"فايبر" تواصل أسسها إسرائيليون كانوا سابقاً في جهاز الموساد.
ولذا بدأ مدير الوكالة، يوسي كوهين، وهو أحد المقربين من رئيس الوزراء نتانياهو، حملة توظيف منذ العام 2016 وضاعف العمليات الإلكترونية التي أنجزتها، كما رفع الميزانية المخصصة لها مليارات الشيكيلات. وتتضمن حملة التجنيد حضوراً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي كما أن الوكالة "تبنت الصورة" التي أظهرتها بعض المسلسلات والأفلام عنها، محاولة عبر ذلك إضفاء صورة "الوكالة حيث الحياة لطيفة" عن الجهاز. ولذا، ليس من المستغرب أن يكون القيّمون على عنوان الوكالة قد اختاروا جملة تذكر بمقولة من أحد أفلام جيمس بوند: فجأة وجدت نفسي أقوم بأشياء لا يمكن أن تراها إلا في الأفلام فقط.