يستخدم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكائده وحيله، لتجنّب استقالة الحكومة الـ35 وحل "الكنيست" الـ23، والتوجّه إلى انتخابات عامة، وفق التوقيت الذي يُحاول خصومه فرضه عليه.
جُلُّ أهداف نتنياهو، تفصيل قوانين وفق مصالحه الخاصة، وفي طليعتها إبعاد سيف القضاء المُسلط على رقبته، بتُهم الفساد، التي يُواجه 3 ملفات فيها، تُدخِله السجن وتُنهي حياته السياسية، لذلك فإنّ تركيزه بالسيطرة على وزارة القضاء التي يشغلها حالياً آفي نيسالنكورن "أزرق أبيض"، حيث يسعى نتنياهو إلى إجراء تعديل، بأنْ يتولّى الوزارة مُمثّل من "الليكود" مُقابل إعطاء حقيبة المالية التي يشغلها حالياً يسرائيل كاتس "الليكود" إلى "أزرق أبيض"، وهي المُعضلة التي تُواجه "الخصمين اللدودين".
نجح نتنياهو مُجدّداً باستغلال الآفاق المحصورة أمام شريكه في الائتلاف الحكومي نائبه في رئاستها وزير الأمن ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، وإرجاء الموعد الأخير لإقرار المُوازنات، التي تنتهي ليل اليوم (الثلاثاء - الأربعاء) إلى مواعيد أخرى.
فقد جرى التوصّل إلى اتفاق بين نتنياهو وغانتس، لتأجيل إقرار المُوازنات لمُدّة أسبوعين: ميزانية العام 2020 حتى 31 كانون الأوّل/ديسمبر 2020، وميزانية العام 2021 إلى 5 كانون الثاني/يناير 2021، وإذا لم يتم التوافق على إقرار الميزانيّتين، فسيتم حل "الكنيست" والذهاب إلى انتخابات في آذار/مارس 2021.
وتقدّم "أزرق أبيض" أمس (الإثنين) بمشروع قانون لتأجيل التصويت على الميزانية العامة، صادقت عليه لجنة "الكنيست" قبل عرضه على جدول أعمالها للتصويت عليه بالقراءة الأولى.
وأوضح "أزرق أبيض" في بيان له، أنّ "هدف التأجيل، هو استمرار المُباحثات مع الليكود".
إذعان غانتس بتقديم التنازلات لصالح نتنياهو، كان له صداه داخل "أزرق أبيض" برفض ذلك، ما بات يُهدّد بتسجيل انشقاقات جديدة، كما جرى بعد اتفاق غانتس ونتنياهو لتشكيل الحكومة في أيّار/مايو الماضي، حيث انشق عن حزب "أزرق أبيض" حزب "يش عتيد - تيلم" برئاسة يائير لبيد وحزب "ديريخ إيريتس".
هذا ما دفع غانتس إلى مُحاولة المُحافظة على وضع "أزرق أبيض" بإعلانه التمسّك بمنصب وزير القضاء، بعد عقد اجتماع لتكتّل الحزب.
وأبلغ أعضاء التكتّل، أنّه أحال على نتنياهو "5 مطالب لمُواصلة الائتلاف ومنع حل "الكنيست"، في طليعتها الإبقاء على وزير القضاء نيسانكورن في منصبه، وتجنّب التغييرات التي من شأنها الإضرار بسيادة القانون".
ومن بين الشروط أيضاً "ضمان إقرار ميزانية للعامين 2020 و2021، والمُوافقة على أنظمة الحكومة، وإتمام جميع التعيينات المُعطّلة، وإلغاء جميع النقاط التي تُمكّن نتنياهو من حل "الكنيست" وتفكيك الحكومة لتجنّب التناوب".
من جهته، سارع نتنياهو إلى اتهام غانتس بأنّه "يجرّنا إلى انتخابات جديدة غير ضرورية"، مُؤكداً أنّ "الليكود" "لن يسمح باستمرار آفي نيسانكورن في منصب وزير القضاء".
إلى ذلك، وصل صهر ومُستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، أمس (الإثنين)، إلى الأراضي الفلسطينية المُحتلة في آخر زيارة له قبل انتقال السلطة في واشنطن.
وشارك كوشنر ونتنياهو في مراسم غرس شجرة في "غابة الأُمم" التابعة لـ"الصندوق القومي اليهودي" بمدينة القدس المُحتلّة.
وعقدا مُؤتمراً صحفياً مُشتركاً، فقال نتنياهو مُخاطباً كوشنر: "تركتَ بصمَتَكَ على الشرق الأوسط كلّه، هناك دول عربية أخرى ستمضي على طرق التطبيع هذا".
وردَّ كوشنر: "في الأشهر الأربعة الماضية توصّلنا إلى أربع اتفاقيات، وستظهر فوائد ذلك في المُستقبل أيضاً".
ومن المُقرّر أنْ يقود كوشنر وفداً إسرائيلياً - أميركياً إلى المغرب، اليوم (الثلاثاء).
وأزاح كوشنر، بحضور سفير الولايات المُتّحدة الأميركية لدى الكيان الإسرائيلي دايفيد فريدمان الستارة عن اللوحة التذكارية لمقر السفارة الأميركية الجديدة في القدس المُحتلّة، مُعلناً تدشينها بعدما كان قد جرى وضع الحجر الأساس لها (14 أيار/مايو 2018)، إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها عاصمة مُوحّدة للدولة اليهودية (6 كانون الأول/ديسمبر 2017).
في غضون ذلك، استشهد شاب فلسطيني (ذُكِرَ أنّه من بلدة قباطية - جنوب جنين، ويبلغ من العمر 17 عاماً) مساء أمس (الإثنين)، حيث زعمت قوّات الاحتلال وقوع اشتباك مُسلّح في منطقة باب حطة في القدس القديمة.
فقد أطلقت قوّات الاحتلال الرصاص بصورة مُكثّفة، بعد مُلاحقته ومُحاصرته، واحتجازه على الأرض.
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان لها، أنّ "التحقيق الأوّلي يُوضح أنّ شاباً أطلق النار من سلاح "كارلو"، باتجاه الجنود المُتواجدين في منطقة باب حطّة، وأطلق الجنود الرصاص باتجاهه، بعد مُطاردته في المكان".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "عطلاً طرأ على سلاح "الكارلو"، ولم يتمكّن الشاب من مُواصلة إطلاق النار".
فور ذلك، أغلقت شرطة الاحتلال أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى، وانتشرت المُخابرات والقوّات الخاصة والضباط على أبواب الأقصى، ومكان استشهاد الشاب مع إغلاق شامل للمنطقة.