اشار الوزير السابق نقولا تويني الى ان "اسرائيل تعيد سيناريو قديم قامت به في افريقيا ونجحت فيه بالإحلال عوضا من اللبنانين واعترفت القارة الافريقية في اغلبها بالدولة الصهيونية واكتسحت اسرائيل اسواقاُ كانت لبنانية السيطرة، وطُرد اللبنانيون من اكثر من بلد افريقي وتقلص دورهم في ما عدا بعض المحميات الصامدة حتى الان".
واعتبر تويني في تصريح له، بان "تكرار هذا السيناريو عربيا لن يُكتب له النجاح، واكبر دليل على ذلك هو التطبيع المصري والاردني والفلسطيني الفاشل". وشدد على إن "اسرائيل دولة قائمة على الأوهام والأساطير وتعيش على التوسع والجريمة والاستغلال كما عاشت دوما، ولَم يعد سراً ان لا وجود لِمَعلَم تاريخي "اركيولوجي" واحد يثبت صحة تواجدها في مرحلة ما قبل المسيح، وهي كذبة خرافية مؤسسة لا تملك مقومات العيش من بعد التواجد التاريخي الاجتماعي، لأن المقيمين فيها هم مجموعة غربية كاسرة لن تُستوعب من مكونات الشعب العربي. كذلك لن تتمكن اليهودية الصهيونية من التراجع والاعتراف بجريمة الاستيطان لأنها عبارة عن نفي وجودها، ناهيك عن ان عددية اليهود في العالم في الاتجاه التنازلي ديمغرافيا كذلك في الأرض المحتلة لو عزلنا اليهود من اصول عربية".
واعتبر "ان ارتباط الديانة اليهودية بالدولة الاستيطانية الصهيونية هو منحى عنصري خطير ومدمر ذاتياً، اذ يحصر الديانة بالاثم والجريمة المفتعلة عن سابق تصميم". ولفت الى "ان ثمة حقيقة صارخة فحواها أنه لا يمكن التطبيع مع قاتل الاب والام ولو مع الحفيد المتطلع الى السلم، لأن تاريخ الشعوب وتاريخ الانسانية لم يتقبل الانحدار الدائم للشعوب ولا الانكسار لقوة القهر والتسلط، فالتاريخ جدلية منطق الموازين الراسخة في المد والجزر، وما علينا الا التطلع الى حرب تشرين المجيدة حيث اجتاحت الجيوش المصرية والسورية والعراقية ودول عربية اخرى معاقل وحصون التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية ودمرتها بالكامل. كذلك حروب لبنان حيث لم تحصد اسرائيل الا الهزيمة والخضوع والانسحاب المخزي بدون شرط".
اضاف قائلا "لقد تخلص الغرب من المشكلة اليهودية بالتصدير الى شرقنا العربي. والحروب متواصلة منذ عشرات السنين. وهدف السيطرة على اغنى منطقة جغرافية في العالم لم يتغير بعد استلام اوروبا ثم اميركا زمام المبادرة من الامبراطورية العثمانية الفاشلة. واليوم تريد اسرائيل إحلال نفسها مكان الامبراطوريات الاستعمارية الفاشلة وفي سبيلها طردَ اللبنانيين من مواقعهم في الاقطار العربية. هذا مخطط هوليودي كمسلسلات نتفلكس عن بطولات الموساد والدولة الغادرة. إنها خرافات تاريخية لن تمر في عصر الانكشاف في ايامنا هذه فكل سر هو بالحقيقة معلن والجريمة ايضا كذلك".