يطمئن النازح السوري في لبنان إلى مستقبله ومصيره في ظلّ المساعدات التي يتلقاها من المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين والجمعيات العاملة تحت اشرافها، فلم يمضِ شهر واحد على تسلم النازحين مبلغ 950 الف ليرة لبنانية من المفوضيّة كبدل تدفئة، حتى باشرت منظمة اليونيسف بتزويدهم بمبلغ 460 الف ليرة لبنانية مخصصة للأطفال أيضًا، بعدما كانت قد زوّدتهم بقرطاسيّة وكتب ولوازم مدرسية لقاء التعلم في لبنان.
وكشفت مصادر مطّلعة، عبر "النشرة"، أن هذه المساعدات الجديدة تستفيد منها 11 الف عائلة سوريّة موزّعة في لبنان، من بينها 9 الاف عائلة تسكن في الجنوب: 4 الاف في قضاء النبطية و3 الاف في بنت جبيل ومرجعيون، والباقي في مناطق حاصبيا وشبعا، مشيرة إلى أن المساعدات الجديدة لم تصل إلى الجميع لأسباب لم تبررها اليونيسف، انما فقط لمن بحوزته بطاقة ممغنطة، حيث سارعت تلك العائلات إلى سحب المبلغ المحدّد من أحد المصارف اللبنانيّة في النبطية، ووقفت في طابور من دون مراعاة التدابير الصحّية والإجراءات الوقائيّة لمنع تفشّي فيروس كورونا.
وأوضحت تلك المصادر أنه بتلك المساعدة بات النازحون السوريون يحصلون من المفوضية على: 500 الف ليرة بدل مساعدات تغذية، 300 الف ليرة إيجار منزل. أما أولادهم فباشروا التعلم، في المدارس الرسميّة اللبنانية في دوامات مسائيّة، ضمن التعليم المدمج، ولذلك زوّدت المفوضيّة كل 3 طلاب العائلة الواحدة بمبلغ 50 دولارا أميركيا بدل انترنت، مؤكّدة أنّ عدد الطلاب السوريين في قضاء النبطية فقط وصل إلى 1500، توفرت لهم كل مقومات التعليم من كتب وتسجيل ونقل مجاني.
من ناحية أخرى، سجلت في الفترة الماضية عمليّات تهريب محدودة من سوريا إلى لبنان، حيث وصلت عائلتان إلى بلدة كفرجوز، كما أشار أحد النازحين، الذي لفت إلى أنّنا "عبرنا جبالاً وأودية وقضينا ليال وأيام حتى وصلنا بعيداً عن المرور عبر المصنع، أو الطرق المُراقبة من الجيش السوري أو القوى الأمنية اللبنانية". مع العلم أن عمليّات نقل السوريين من لبنان إلى سوريا، التي كانت تنظّمها المديرية العامة للأمن العام، توقّفت من شهر شباط من العام الجاري بسبب جائحة كورونا.
في المقابل، عمدت النسوة السوريات إلى شراء الذهب، ببعض المبالغ التي حصل عليها هؤلاء كبدل تدفئة أو تلك المخصصة للأطفال، بحسب ما يؤكد محلاّت الصاغة في النبطية، على قاعدة "ما خفّ حمله وغلا ثمنه".
وكانت القوى الأمنيّة اللبنانيّة سجلت، في الفترة الماضية، إنجازات تمثّلت بتفكيك واعتقال خلايا إرهابيّة مرتبطة بتنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، تقيم بين النازحين في مدينة النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، كما أوقفت شبكات لتزوير العملات وأخرى تعمل على الاتّجار بالمخدرات وترويجها.
في المحصّلة، إنّ ما يحصل عليه النازح السوري من تقديمات كبيرة من المنظّمات الأمميّة يثير الريبة والشك حيال نيّة الأمم المتّحدة الّتي تدعم النازحين، الّتي على ما يبدو تريد لهم البقاء في لبنان ودمجهم بالمجتمع اللبناني وعلى حساب لبنان وشعبه بدل مساعدتهم للعودة الى وطنهم الأم الّذي بات آمنًا، في وقت يرزح فيه اللبنانيّون بغالبيّتهم تحت خط الفقر بسبب بسبب الضغوط الاقتصاديّة والماليّة الّتي يعانون منها!.