تأرجحت العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في الاشهر الماضية، وظهرت بعض التباينات وتفاوتت المواقف بينهما في أكثر من مناسبة، ولا سيما في إطلالات رئيس "التيار" الوزير والنائب جبران باسيل والتي مرر خلالها ملاحظات "التيار" على ورقة التفاهم في مار مخايل، وفرص تجديدها والاضافة عليها لتواكب الظروف ومسار الامور، وفي ظل التبدلات في البلد والاوضاع الصعبة محلياً واقليمياً ودولياً.
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف "حزب الله" و8 آذار لـ"الديار"، انه جرى اتصال هاتفي منذ اسبوع ، بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والوزير باسيل.
وتركز على كيفية تحصين "ورقة مار مخايل"، وتطوير الاتفاق ليكون ملائماً للتبدلات الحاصلة بالاضافة الى نقاش الملاحظات التي مررها باسيل بالتقسيط في إطلالاته الاعلامية.
وفي هذا السياق، إتفق الرجلان على تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لدراسة الملاحظات من الجانبين ونقاشها بشكل علمي وتطويرها بما يتلائم مع المتغيرات وحاجة كل من الحزبين الى طروحات جديدة، والى خطاب يتلائم مع الجمهور، ولا سيما من الجانب البرتقالي، والذي يحتاج شارعه الى خطاب مختلف بعد العقوبات الاميركية على باسيل.
وفي حين لم تخض الاوساط في الاسماء وهوية الاشخاص المكلفين، لم تتوفر معلومات بعد عن الاسماء او توقيت بدء اجتماعات اللجنة المشتركة، وسط تأكيد من الطرفين ان الاجواء ايجابية وان الاتصال بين الرجلين ارخى أجواءاً ايجابياً ويعزز المضي قدما في "ورقة التفاهم".
وفي الملف الحكومي، تشدد الاوساط على ان موقف "حزب الله" ثابت في الملف الحكومي، وانه لن يتدخل لا من قريب او من بعيد في مشاورات التأليف، التي يجب ان تجري بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وان وساطة "حزب الله"، لا قيمة لها في ملف ليس من اختصاصه ومن صلاحياته.
وبالتالي يرى "حزب الله" ان كل من يريد منه التدخل في اي وساطة، او ضغط على حليفيه عون وباسيل، انما يريد احراجه وابرازه معرقلاً في نهاية المطاف لانه لا يتدخل!
وتؤكد الاوساط، ان الاتصال بين نصرالله وباسيل، تطرق الى الملف الحكومي من باب تشكيله مشكلة في البلد لا من باب خوض الحزب لاي وساطة او طلب باسيل التدخل، وان رغبة "حزب الله" بتشكيل الحكومة هي في الامس قبل اليوم واليوم قبل الغد. وكل حديث عن تعطيل ايراني او من جانب "حزب الله" او وجود عرقلات خارجية ليس واقعياً ومن نسج الخيال. وترى الاوساط ان الاجواء توحي بضوء اصفر اميركي ولا مبالاة سعودية بسبب عدم القدرة
على التدخل وايران تسير بما يوافق عليه"حزب الله"، وبالتالي صارت المشكلة داخلية بين عون والحريري.
وفي هذا السياق ينصح "حزب الله" الطرفين عون وباسيل والحريري بالتفاهم والحوار لتذليل العقبات، وكل الفرص متاحة لولادة حكومية قبل نهاية العام اذا تكثفت الاتصالات وذللت العقبات.
وترى الاوساط ان وساطة البطريرك الماروني بشارة الراعي لها فرصة، والاتصالات التي قادها الراعي بين بعبدا وبكركي ولقائه كل من عون وباسيل والحريري والنائب ابراهيم كنعان والوزير السابق غطاس خوري، كانت لتبادل الافكار والطروحات، وللتداول في افكار "مُررت" بين مختلف المقار لعون والحريري.