اعتبر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس، انه "في خضم الانهيار النقدي والمالي وفي اعقاب اجراءات الاقفال التي فرضها تفشي وباء كورونا، كنا ننتظر بفارغ الصبر موسم الاعياد كي "نأخذ النفس بقليل من الاوكسيجين"، ولكن الحركة جاءت خجولة ومخيّبة جدا، لا بل يمكن وصف هذا الموسم بالمرعب حيث لم يمر علينا موسم بهكذا صعوبة".
واوضح الشماس، في حديث عبر وكالة "أخبار اليوم" ان "الاداء التجاري يقاس استنادا الى ثلاثة مؤشرات اساسية، وهي عدد الاشخاص الذين يدخلون المحلات، نسبة الذين يشترون من هؤلاء، وحجم المشتريات او قيمة الفاتور"، مشيراً الى ان "القطاعات التجارية الاكثر تضررا من هذا الواقع هي التي تعتمد على فترة اعياد الميلاد ورأس السنة، كالعاب الالكترونيات، المأكولات والمشروبات، الالبسة والهدايا".
ولفت شماس الى ان "عددا من اصحاب المتاجر كان ينتظر هذا العيد ليتخذ القرار بشأن الاستمرار مع مطلع العام المقبل، ونتوقع قرارات صعبة، وبسبب التراكمات التي حصلت في الفترة الاخيرة ثلث القطاع اختفى، و40% من الطاقة التجارية توقفت عن العمل، وخرجت من السوق نهائيا والتجار الباقون سيجرون جردة حساب، وفي ضوئها يتخذون قرار الاستمرار، مع العلم ان رقم الاعمال انخفض بنسبة 80 او 85% بالمئة، في حين التكاليف ما زالت كما هي".
وردا على سؤال، اكد الشماس ان "القطاع التجاري بات متهالكا جدا، ومؤشر جمعية تجار بيروت منذ بدء الحرب في سوريا حتى نهاية العام 2020، انخفض نحو 90%، طبعا مع استثناء المواد الاستهلاكية الاساسية، كالاكل والشرب والمعقمات وادوات التنظيف"، منتقداً "الغياب التام للدولة عن دعم القطاع"، موضحا انه "لم يصدر عن الدولة اي اعفاءات بل تعليق للمهل وتأجيل دفع الضرائب، خلافا للدول الاخرى حيث تقوم حكوماتها بمؤازرة التجار واصحاب العمل، اقله من اجل دفع رواتب الموظفين، فعلى سبيل المثال دفعت الحكومة الفرنسية 20% من رقم اعمال العام الفائت الى المؤسسات التي اجبرت على الاقفال نتيجة اجراءات تفشي وباء كورونا".