رُغم كلّ المحن التي تمرّ بها البشرية، لا تزال يدا القديس شربل تعملان من لبنان الى سوريا فكلّ ارجاء العالم، إذ تكفي "حبيس عنايا" صرخة إيمان بحجم حبّة الخردل حتى تحصل الأعجوبة.
قصّة فادي مخائيل لاوو إبن الحسكة مع القديس شربل تعود الى العام 1985، حين زار لبنان وتعرّف على حبيس عنايا، اصطحب تمثاله معه الى بلدته في سوريا، ومنذ ذلك الحين بدأت علاقة وطيدة مع "شربل" حتى أصبح شفيعه. يروي فادي لـ"النشرة" الأعجوبة التي حصلت معه وهو الذي أبلغه الأطباء أنه أصبح في حكم الميت بعد أن أصيب بالتسمّم إثر تناوله سمكة "المنفخ" المميتة.
وصل فادي لاوو الى المستشفى وهو "يعاني" من آثار السمّ وهناك شعر بأنه أصيب بالشلّل التام وشعر كأن الرئتين توقفتا عن العمل بشكل نهائي، وبعد يوم من وجوده في المستشفى حضر أحد الآباء وقام بدهنه بزيت القديس شربل، وفي تلك اللحظة لم يشعر بنفسه إلا موجوداً في المحبسة.
يقول فادي لاوو "شاهدت يسوع المسيح واقفاً على إحدى الأشجار في المحبسة فطلبت منه ثلاث مرّات أن يشفيني وفجأة استدرت للجهة الأخرى ورأيت القديس شربل بثوبه الأسود ولحيته البيضاء جالساً يقرأ الإنجيل، فطلبت منه أيضًا أن يتوسّط لي لدى الربّ ليشفيني ويعيدني الى الحياة"، لافتاً الى أنه "في المرّة الثالثة رفع يده اليمنى وشعرت بضربة "دبّوس" في جفني وأنا مصاب الشلّل عندها أدركت أن القديس شربل قد استجاب".
بعد ثمانية أيام خرج فادي لاوو من المستشفى وقد أدهش الأطباء حيال كيفيّة الشفاء وكان جوابه الدائم أن "القديس شربل هو من شفاني". وأمام هذه الأعجوبة يشير المسؤول عن سجل العجائب في دير مار مارون عنايا الأب لويس مطر الى أن "القديس شربل لا يفرّق طائفياً أو جغرافياً وهو يعمل في كلّ العالم ويحتاج الى صرخة بسيطة لتحصل الأعجوبة ويفعلها بنعمة ربّانية".
"لو الناس عاشت المحبة فلا لزوم لحدود البلدان، ولا الناس تموت من الجوع بل كان العالم يعيش سماءه على الأرض". هذا ما يؤكده الأب لويس مطر، لافتاً الى أن "أنه بقدر ما نعيش المحبة نصل الى الله لأنّه هو المحبة"، مضيفاً: "الشرّ يتواجد حيث هناك محبّة، وعندما نزرع المحبّة اينما كان نقضي على الشرّ المتجسّد بأشخاص، إذ لا نرى محبّة لوحدها ولا شرّ لوحده، نرى شخصا محبًّا وشخصًا شريرًا"، مشددا على أن "الشر الذي نجسّده بأعمالنا وتصرفاتنا ازداد، وما نحتاج اليه هو الصلاة لنمحي الشرور، ولا يوجد أقوى من صلاة المسبحة لكسر ايادي الشرّ".
رغم "كورونا" والأوضاع الصعبة لا تزال صلوات القديس شربل ويديه تعملان لتبعث الأمل والرجاء في نفوس البشر، وأمام هذا كلّه يكفينا أن نضع كلّ همومنا وهواجسنا بين يدي الربّ الذي وبشفاعة القديس شربل يغيّر كلّ شيء بلحظة!.